ماك سويني - بدوي الجبل

أحقّا ما روت عنك الرّواة
ترى أم قي حديثهم هنات

و هل نبأ رواه البرق صدق
أم الأسلاك فيه كاذبات

غلبت الموت فيه و ذاك أمر
ستكبره القرون الآتيات

و هوّنت المنون لشاربيها
فلا ألم هناك و لا شكاة

سلكت صعابها ما فلّ حدّ
لعزمك لا و لا غمزت قناة

و أرخصت الحياة فيا لكنز
أزالته المقاديم الأباة

بسطت يديك بسطة أريحيّ
فكانت من عطاياك الحياة

و كنت هناك أجرأهم جنانا
إذا طاشت من القوم الحصاة

و أثبتهم لدى الجلّى فؤادا
إذا ما أعوز القوم الثبات

***

بلغت من العدى بالموت ما لم
تبلّغه السيوف المرهفات

لقد و قفوا لديك و هي حيارى
فراعهم سكونك و الأناة

رأوك تهشّ في وجه المنايا
و حولك في الحياة الطّيبات

و تبتسم للمنون و قد تسنّت
لو اخترت النجاة لك النجاة

و تقتبل الردى ظمأ و جوعا
ليذكو الغرس بعدك و النبات

فأكبرك العداة و ربّ حرّ
تغنّت في بطولته العداة

***

عصيت العاطفات فمتّ جوعا
و من بعض القيود العاطفات

و لم تبخل بنفسك و هي كنز
متى بخلت بأنفسها الكماة

لقد حرّرتعا فسمت صعودا
كما سمت النجوم النّيرات

علوت بها عن الأعراض حتّى
تساوى الموت عندك و الحياة