مرابع الأحباب - بدوي الجبل

أمرباع الأحباب بقلبي لمن ظعنوا مرابع
فسلي الأضالع عن هواه .. فسرّه عند الأضالع
أتبعته ركب الحبيب ميمّما ذات الأجارع
و سألت عن الراجعين فقيل قلبك غير راجع
***
بعد الذين أحبّهم و الوجد يذكيه البعاد
ويل الجياد فقد نأت بأحبّتي تلك الجياد
بعثوا خيالهم و كيف به لمن حرم الرقاد
أتراهم علموا بمن أصفاهم صدق الوداد
***
يا ساكني القصر المهيب عفت ، و حقّكم ، القصور
و تغيّر الزمن الخؤون فما وفى لكم عشير
نقضت عهودكم و خانكم المقرّب و السمير
و تنكّر الإخوان حين تنكّر الدهر الغدور
***
أبوابكم هجرت فلا نور هناك و لا ازدحام
قد كان يؤنسها الضياء فصار يوحشها الظلام
واحسرتاه ! لمت الخطوب فما انتفعت من الملام
جدّ تنبّه ثمّ أدركه الكرى طفلا فنام
***
أحبابنا أين الألى نظموا بمدحكم الجواهر
أين القصائد تزدهي متباهيات كالضرائر
أين المغنّي و النديم و أين ذو الغرر السوائر
صمت الجميع و لم يفه غيري من الشعراء شاعر
***
غنّيت ما شاء القريض لديكم مترنّما
و نطقت عن سرّ القلوب معبّرا و مترجما
حتّى إذا نزل القضاء معبّسا متجهّما
ردّدت شعري في حماكم باكيا متألّما
***
أنا لا يغيّرني الصدود و لا الجفاء و لا النوى
ولع بسكّان اللوى مرحى لسكّان اللّوى
و الله قلبي ما تنكّب عن هواه و لا ارعوى
لا خان عهدكم الوثيق على البعاد و لا نوى
***
يسمات شعري حوّلتها الفاجعات إلى دموع
فإذا بكيت على الرّبوع فإنّ ذا حقّ الربوع
الفاخرات على الزمان التائهات على الرّبيع
سلب الزّمان جلالها و جمال فرقدها الرفيع
***
أحبابنا لا تضعفوا فالضعف داعية الفناء
و تعلّموا أنّ الحياة وصفوها للأقوياء
النّاهدين إلى النزال الصابرين على البلاء
القاحمين على الخطوب عرينها و على القضاء
***
أين الشرائع ؟ لم يعد في الأرض ظلّ للشرائع
درست و قام بنا على أنقاضها دين المطامع
الصدق ما نطقت به في الناس أفواه المدافع
و الحقّ ما قامت تؤيّده الظبى البيض القواطع
***
ضلّ الذي زعم الأنام عن القديم تقدّموا
الناس في كلّ العصور كما علمت هم هم
يشقى الضعيف و يستبدّ به الكميّ المعلم
و تحلّل الأطماع ما تختاره و تحرّم
دول تدول و غيرها نبنى على أنقاضها
و ممالك مرضت فحار الطبّ في أمراضها
قصّت قوادمها فمن يحنو على منهاضها
ترمي الليالي الخطوب و نحن من أغراضها