محارة الحزن - بهيجة مصري إدلبي

يلزمني حزن
أطول من قامات الكون
ومن عمر الماء
يتكاثف فوق جبيني
يغلق كل جهات اللون
يلزمني حزن لا يشبهه الحزن
كي أعرف قبلة أحزاني
كي أقرأ ما نسيته مدائح صوتي
أفضح ذاكرة الموت
يلزمني وقت يشبه شجر المجهول
يشبه عينيّ الغائضتين
في مطر مقتول
يلزمنا نسيان أكبر من ذاكرة البحر
كي نقطف ريحا من دمنا
ـ قلتَ سأرفع أسواري
حتى لا يدركني الغمر
لكنكَ كنتَ
أطول من أسوار العمر
أسريتَ إلى سري
فانكشف السر
وأشرتَ إليّ :
أن أقرأ في المرآة الأولى
أفلح من أوحى بالسر
وخاب الصامت مثل الصخر