نبع - بهيجة مصري إدلبي

إلى الشعر في عيده الأبدي وكل قصيدة والشعراء بخير

*

أنا جئتُ من أقصى الهوى أسعى
والشعرُ يمنحهُ دمي وِسعا

تمشي معي أسرارُ غيبته
فأغيبُ أسمع للرؤى وقعا

أدعو خيالاتي وأُفردُها
لتحلَّ بين قصائدي طوعا

فأعينُها كي تنجلي شغفا
ما شاءت الرؤيا لها مسعى

فإذا فردتُ أصابعي نهضتْ
حولي فراشاتُ الهوى جزعى

إن شفَّ طافتْ حول دهشته
من دهشةٍ أسرارُهُ سبعا

في الوجد أدركُهُ ويدركُني
وإليَّ من آلائه الرُجعى

فكأنني من طين حيرته
وكأنه في حيرتي يرعى

وكأنني والحالُ في قلق ٍ
جَمَعَ المدى في أحرفي جمعا

لاشيء في الأسرار يشبهني
وِتْرٌ أنا لايقبلُ الشفعا

فإذا طويتُ دفاتري طُويتْ
سحبٌ طَوَيتُ بها دمي دمعا

وجهي له مرآةُ وحدته
باسمي نواميسُ الرؤى تُدعى

إن شئتُ يُفضي لي بغامضه
أو شئتُ يلمعُ ومضهُ لمعا

وإذا أردتُ أدور في فلكي
وقصائدي من وجدها صرعى

أنا إن حللتُ به يحارُ هوى
في البعد يصبح مدُّه طبعا

وأنام في أسرار رحلته
ليذوب من فرط الرؤى شمعا

فإذا تبدَّى لي تمردُه
أوحيتُ .. يصدعه الجوى صدعا

وكشفتُ ما تُخفيه خافيتي
وقطعتُ أسبابي به قطعا

وغسلتُ روحي من غوايته
ودفعته عن أحرفي دفعا

وحملتُ أسراري لعزلتها
ورفعتها بصفائها رفعا

وسعيت أنضو عن دمي قلقي
وتركتُ أطيافَ الرؤى فزعى

أنا في مضارب وحدتي وحدي
نبعٌ يعانق في الهوى نبعا