مالي - بهيجة مصري إدلبي

تفيض الروح من فرط الخيال
فأعصر خمرةً عتمَ الليالي

يشف النهر عن أسرار وجدي
ويتلو آيةً نشوى خلالي

فأسعى والهوى يسعى رسولاً
رسالته تجلت في كمال

ألف الحرف بالمعنى فأبدو
رؤى والحرف ينهض من سؤالي

وأختبر الكلام بفيض صمتي
وسر الصمت من سر الجمال

عجنت الحب من قلق ونجوى
ليبدو ـ إن أشرت ـ على مثالي

كما شاءت له نجواي يسعى
يقينا أم ضلالا في ضلال

منحت صلاته محراب قلبي
فأدمن في تنسكه وصالي

وحل كما حللت به تماما
ورد علي في سكري ظلالي

وصار إذا مشيت مشى أليفا
ويسكن إن أردت هنا حيالي

إذا غنيت من صوتي تجلى
وإن أسرفت لملم لي رمالي

أنا الحب استعنت به عليه
فقل لي حينما ألقاك مالي

وما للروح تنتفض احتراقا
ويدخل في متاه الصمت حالي

وتنسل الرؤى كالخيط مني
ويختلط الجنوب مع الشمال

وينهض من دمي نهر يصلي
وتنهمر النجوم من الدوالي

هل الحب الذي يسعى خيالا
سواه إذا تكلل بالوصال

وهل يفد الضلال إليه منه
كما يفد الخلود من الزوال