أدخل في الغيبة - بهيجة مصري إدلبي

يسعى في القلب تنهدهُ
فكأن الحيرةَ معبدُهُ

أشقى في الرحلة حين أرى
ويضمُ الطرفَ تشردهُ

فالليل يعانق عتمتَهُ
بوحٌ يشقيه ويسعدُهُ

تنسلُّ الروح على قلق ٍ
والحال يحول تجلدُهُ

من لي إن تاهتْ راحلتي
وسعى بالحلم تمردُهُ

وبدتْ ذاتي في حيرتها
تخفي ما كانت تشهدُهُ

من لي إن ضلتْ باصرتي
خوفا بالصمت أرددُهُ

أسعى للنور أمد يدي
فتصافحني وجدا يدُهُ

وأغيب أغيب ليدركني
نهرٌ روحي تتغمدُهُ

أدخل في الغيبة يُشرق بي
نورٌ لا يفنى موردُهُ

أمحو ما كان يؤرقني
يسعى بالحرف تهجدُهُ

أطوي باللهفة سر دمي
كالنهر طواهُ تجددُهُ

أقرأ في الطين مدى حلمي
فكأن الطين يقيدُهُ

يشتدُّ الوجد فأكتمه
يغشاني حين أهدهدُهُ

أسرارٌ وضلالٌ ورؤى
ما مرَّ يعانقهُ غدُهُ