وأطرقت القصائد - بهيجة مصري إدلبي

إلى الشهيد " أبو علي مصطفى "
الذي علمنا كيف نصوغ الموت نهرا من حياة
أعنّا أيها الفجر المضرج بالصلاة
أعنّا أيها الفجر
الذي ما مات
أعنّا بعد أن ضاعت وعود
واستبيحت أغنيات
أعنّا كي نعيد النهر للمجرى
ونطلق وجهنا خلف الجهات
أعنّا
عسانا نستعيد بك الحياة
حملوك فوق أكتاف حزينة
كانت تفتش عن جراحك
كل حارات المدينة
فأطرقت كل القصائد
وانحنينا فوق أوراق
تغشتها الدماء
شرق النزيف جراحنا
وتحولت مأساتنا
أرضا تفور بلا انطفاء
قلت :
الطريق طريقنا
لا ينفع الغضب المداد
لا ينفع البحر اتئاد
أبا علي
أذن الوقت بنا
فلنر وجه البلاد
ولنر
وجه الحسيني .. أو محمد .. أو جهاد
فأعنّا
كي نرى وجه البلاد
وأعنّا
كي نرى وجه البلاد
أنت البلاد أبا علي
كيف تحملك البلاد ؟؟!
حملوك فانهار الفضاء على الفضاء
اليوم أتممت الرسالة
اليوم أحرقتَ البكاء
واليوم صار الدم والحجر المقدس انتماء
أبا علي
أنا ما أتيت اليوم
كي أبكي عليك
كل الجهات تكورت
جمرا تشظى في يديك
فمر الجهات جميعها مرها
لكي تأتي إليك
مرها بما شاء الوطن
مرها
فقد عرفت تماما كيف تنسج دمعها
من جمر عينيها كفن
مرها
فأي موت بعد هذا الموت يخفيه الزمن
وأي موت بعد هذا الموت تخفيه المحن
***
قتلوك
ظنوا أنهم زرعوا الهزيمة
لم يدروا سر النار
أو سر النهايات العقيمة
قتلوك
ما قرؤوا بموتك موتهم
نزفت ذو اكرهم بتاريخ الجريمة
قتلوك ما عرفوا
بأن الموت في دمنا حميمه
قتلوك ما عرفوا
بأنك ألف نصر هاهنا ألف نصر ها هنا
ألف نصر ها هنا دمنا يقيمه