اعتذار - بهيجة مصري إدلبي

أيا قدس الحبيبة سامحينا
فقد ضاق الزمان بنا وفينا

أعيدينا إلى ما ضاع منّا
لأنَّا عن مسافتنا عمينا

لقد ملَّ الزمان بما نعاني
نعيب زماننا والعيب فينا

زمان صارت الأشياء فيه
على غير الذي كنا وعينا

نمرُّ فلا نرى أفقاً مبينا
ونسجد للهياكل خانعينا

جوا ميسا تجمّعنا الفيافي
لننعمَ بالبرودة ساكنينا

نسب ونشجب ا لأعداء حينا
ونصمت إن أرادوا الصمت حينا

وقد كنا بقامات طوال
تدين لنا البوادي شامخينا

فأصبحنا نسير على عمانا
يعانقنا سراب الهائمينا

كفانا فانكشينا من ر قاد
تعبنا بل وصرنا متعبينا

نبيع و نشتري في كل يو م
بلادا أجهضت ماء و طينا

ننادي بالحضارة كالبغايا
وفوق مزابل الدنيا رُ مينا

فأيُّ حضارة و الفرد أمسى
سجينا أو سجينا أو سجينا

لقد طاش الصواب بما نلاقي
فيا قدس الحبيبة ساعدينا

ودلينا على شرق نظيف
لعلك من دعارتنا تقينا

فلا تاريخ يذكرنا و نامت
سرايانا و ضيعنا السفينا

ولم نجهل على أحد سوانا
و جهلنا فاق جهل الجاهلينا

وأصبحنا إذا ما القوم نادوا
علينا خانعينا مسالمينا

فلا بلغ الفطام لنا صبي
و لا خرَّ الجبابر ساجدينا

ولم تورد لنا الرايات بيضا
كأنّا قد نسيناها سنينا