خدعة العمر - بهيجة مصري إدلبي

الحزن فوق جدار القلب قد كتبا
وعانق الصمت رب الشعر وانتحبا

ما العمر ما الشعر ما الأحلام نغزلها
إذا الحكاية كانت كلها لعبا

ويسكب العمر في الكاسات خدعته
فنشرب الكأس والعمر الذي هربا

ونرفع النخب كي ننسى خديعتنا
تلك الخديعة لم نعرف لها سببا

جئنا وخلنا طويلاً درب رحلتنا
فردنا الدرب للحلم الذي صلبا

تركتنا والأسى يستلّ مهجتنا
رحلت حتى تزيد الهم والتعبا

كل البساتين جاءت من منازلها
تسائل الناس والتاريخ والكتبا

ما حلّ بالشعر يمضي لا يكلمنا
معفر الوجه بالأحزان مكتئبا

قالوا : رحلت فما صدقتهم أبداً
وخلت كل مقال منهم كذبا

* * *

مازلت في بردى في كل أغنية
تعانق الشمس والأجرام والشهبا

تنام فوق ضفاف الشوق منتشياً
تصب في دنِّهِ الأشعار والطربا

وتكتم الحزن فوق الحزن محترقاً
فبات قلبك بالآلام مضطربا

نادت دمشقُ أبا توفيق وانتحبت
أين الذي عمره للحب قد وهبا

فقلتَ :"إن جراحي لا ضفاف لها
فمَّسحي عن جبيني الحزن والتعبا

حبي هنا وحبيباتي ولدن هنا
فمن يعيد لي العمر الذي ذهبا "