حب - بيان الصفدي
لكأنني أبصرت كفَّ الله تمسح راحتي
                                                                    وتبلُّ عيني المسهَّدتين بالياس الجميل ِ
                                                                    وتنثر الأقمار في صدري
                                                                    وتبذر فوق جفنيَّ الندى
                                                                    لكأنني أبصرت كفَّ الله تمسك بي خفيفاً
                                                                    ثم تطلقني إلى الأفلاك ِ
                                                                    ثم تدور بي
                                                                    وأنا تخدِّرني السماءُ
                                                                    وفوق قبـَّتها تلوب الشمسُ
                                                                    مترعة بشلال من الزبد الإلهيِّ
                                                                    اَلذي ينهدُّ بين يديَّ
                                                                    آه ِ.. اَلشمس تمسكني
                                                                    وتطلع من سكوني
                                                                    من أي زاوية أتيت ِ لتوقظيني
                                                                    ولتشعلي نيرانك الخرساءَ في لحمي
                                                                    وتنبهري بضوئك ِ
                                                                    إذ ْ يشعُّ على حقول الروح ِ
                                                                    ثم تصوِّبي كل السهام إلى يقيني
                                                                    وتعبِّدي كل الدروب إلى جنوني
                                                                    فأعود طفلاً عابثاً
                                                                    يغفو على درجات سُلـَّمه ِ
                                                                    ويلثغ باسمك المعجون بالقدَِّاح ِ
                                                                    كيف دخلت ِ مملكتي فبعتُ سلالتي والقصرَ
                                                                    ما ملكتْ يدي
                                                                    لأعود مسلوباً بلا تاج ٍ
                                                                    سوى عينين تأتلقان
                                                                    بالسحر المغمَّس بالندى والعشب ِ
                                                                    والأمل الحزين ِ
                                                                    هي لحظة مرت طويلاً
                                                                    ليلة مرت قليلاً
                                                                    هوَّمتْ في أفقي الموحود ِ
                                                                    وانطلقت لتملأ لي سنيني
                                                                    ذكرى مررت ِ بها ومرتْ بي
                                                                    وفرَّتْ
                                                                    فاذكريها واذكريني!
                                                                    .
                                                                    1981