ما الحب ؟ - بيان الصفدي
ما الحبُّ ؟
                                                                    تقولينَ
                                                                    و أصمتُ
                                                                    حقاً . . ماذا يعني الحبُّ ؟
                                                                    و لا أعرفُ
                                                                    هذا الإعصار العاصفُ
                                                                    إذ يفجَؤنا
                                                                    هذا الطفل المنفوشُ الشعر ِ
                                                                    الهاربُ من مدرسة ٍ
                                                                    مأخوذاً بالدنيا
                                                                    هذا الواهم و المفتون بعالمه ِ
                                                                    هذا الشلال المُنصَبُّ علينا
                                                                    و الغيمُ الطالع من بين يدينا
                                                                    هذا المزمار الصافر في البرية ِ
                                                                    . . في زاوية بالشارع ِ
                                                                    هذا المتسكـِّع تحت سماء زرقاءَ
                                                                    بقـبـَّعةٍ من زبد البحر ِ
                                                                    اَلمجنونُ الساهر حتى آخر نجم ٍ
                                                                    هذي التلويحةُ من عُمر يغرقُ
                                                                    كم طاردناهُ !
                                                                    وداوَرَنا كالذئب خفيفاً
                                                                    كم شاهدنا من دمهِ المترقرق ِ
                                                                    فوق الحيطان خطوطاً !
                                                                    كم حاولنا أن نهربَ منه
                                                                    حيارى . . وسكارى !
                                                                    و العاثر يبكي
                                                                    ويشير إلينا
                                                                    يقتحم الأبوابَ
                                                                    و يهزأ بالنُّصح ِ
                                                                    يمدُّ لساناً للناس المدفوعينَ
                                                                    إلى الطرقاتِ
                                                                    نطاردهُ
                                                                    يتضاحكُ
                                                                    يقذف أحجاراً نحو زجاج الروح ِ
                                                                    فيكسرهُ
                                                                    نوتيٌّ يمخر بسفائنِ روحٍ غرقى
                                                                    يلبس ثوباً من نار ٍ
                                                                    وقميصاً من أسرار ٍ
                                                                    و يوجِّه حربته الفضيةَ
                                                                    نحو القلب !