زوربا - رياض الصالح الحسين

زوربا أنا لا أعرفك
أأنت قدِّيس أم ثائر؟
حبَّة خوخ ناضجة
أم مصباح بترولي زهيد الثمن؟
زوربا
لقد أحببت نساء بعدد السياط التي تلقَّاها جسدك
و تلقَّيْت من الهزائم بقدر الرسائل التي كتبتها لعشيقاتك
كنت شيوعيًا في مصر
و رأسماليًّا في البلقان
إذًا، يا زوربا
أقدِّيس أنت أم ثائر؟
عندما كانوا يصنعون الأسلحة
كنت تحاول إنقاذ الأرامل من الذبح
عندما كانوا يرقصون الروك أند رول فوق الجثث
كنت تعمل في المناجم بقوَّة 300 حصان
عندما كانوا يبتكرون الغازات المسيلة للدموع
كنت تبتكر الغازات المسيلة للفرح
و مع ذلك، يا زوربا، أسألك:
أقدِّيس أنت أم ثائر؟
لقد عشت في زمن ثمن الإنسان فيه دولار واحد
و ثمن البقرة أربعين دولارًا
لقد عشت في زمن يسيل فيه الويسكي
بالكميَّة التي يسيل فيها الدم
لقد صنعت حضارات الدنيا
و أسعدت البشريَّة لقرونٍ طويلة
و لكن لماذا عندما متّ
يا زوربا المسكين
لم ترثْ زوجتك منك
سوى آلة موسيقيَّة ثمنها ربع جنيه استرليني؟.