إنفجارات - رياض الصالح الحسين

البيضاء
-1-
كوحشٍ كبيرٍ، كبير
بأنياب خضراء
و مخالب ممطرة
سأخرج إلى العالم
و حيث تلمع عيون الأطفال
و أجنحة النوارس
سأجلس مع القبلة قرب الينابيع
و أختبئ مع الفلاَّحات بين سنابل القمح
و أقول: أحبك.
-2-
في هذه اللحظة تمامًا
العالم قلب كبير يدقُّ بقوَّة
العالم زهرة لوتس في شَعْرِ فتاة صغيرة
العالم هرَّة بيضاء تموء بلطف و هي تشرب
العالم أغنية مسافرة في قطار مجهول
العالم يمامة...
في منقارها بطاقة بريديَّة:
إنَّني أحبك.
-3-
سألعب مع الأطفال بالحصى و الأوراق الملوَّنة
سأقيم البيوت من رمال الصحارى و الشواطئ المبلَّلة
سأقول للصخرة: لنبتسم
للأغصان: لنضحك
للتراب: لنرقص
للوسادة: لنتنفَّس
للجبال: لنغنِّ
للموتى: لنبدأ
للأحياء: لنستمرّ
للأرقام: لنكبر
للحروف: لنتَّسع
للفصول: لنتبدَّل
للغيوم: لنمطر
و لك أيَّتها المرأة
سأقول: أحبك
أحبك كُلَّما قطفت وردة
و كُلَّما قطفتني السكاكين.
-4-
السبت، الأحد، الاثنين، الثلاثاء، الأربعاء، الخميس، الجمعة...
أنا أحبك
الشتاء، الربيع، الصيف، الخريف...
أنا أحبك
السابعة صباحًا، السابعة مساءً،
الثانية بعد منتصف الليل...
أنا أحبك
أحبك هنا و أحبك هناك
في الضباب و الأودية و المنازل و الحقول
على الأرصفة و حبال المشانق
بين المصانع و الجرَّارات و تحت قنابل الإمبرياليَّة...
أنا أحبك.
-5-
سأبني شمسًا بثلاث نوافذ و أربعة أبواب
سأزوِّج البحر من فتاة النجوم
سأطلق غابة على الصحراء الكبرى
سأقلِّد الريح وسامًا من البرتقال
سأطفئ الجحيم بقطرة من الماء
و سأقول لك: أنا أحبك.
-6-
لا تحجزوا لي مقعدًا في طائرة مخطوفة
و لا زنزانة في بلد بعيد
و لا موتًا في مجاعة عالميَّة
لا تغلقوا النوافذ و الأبواب و الجدران و الدروب الطويلة
لا توصدوا البحر و الحدود و السماء العالية
لا تتركوا أوديب يقتل أباه
و لا هاملت يقتل نفسه
لا تصنعوا التوابيت
و لا تدمِّروا السفر
لا تأخذوني إلى عام 2000
أو عام 1605
أو عام 37 ق.م
أريد أن أظلَّ هنا
في تموز 24 تموز 1979
بفم مليء باليانسون
و قلب مزروع بالقطن
و أن يظلَّ العالم 24 تموز دائم
فهذا يعني بأنَّني أحبك.