هدوء الموج - ريان عبدالرزاق الشققي

يا بحر ما لك هادئاً لا تنطق
الصمت زارك أم بموجك تغرق

وأراك في كل المواسم ثاوياً
لا ترتدي حلل الهوى لا تشرق

وعبابك العالي تلاشى في الفضا
ومراكبٌ راياتها لا تخفق

لا يعرف الملاح كيف يديرها
ومرامها الإصرار بحر أزرق

يختال في كل الفصول مزاحماً
لا يرتضي ظللاً تحوم وتَشرَق

والظامئ الولهان يربض واجماً
والمارد الجبار يزبد ، يزعق

والحب في جوف المغارة سابح
لا ينتشي إلا بشوق يصدق

إني على العهد القديم وصحبتي
أفنانها بين الكواكب تورق

ورنتْ فرمش العين فيه صبابة
يا موئلاً منه النضارة تغدق

عندي مراح الدارجين على الصفا
وبوجهها الأحلى أهيمُ ، أحدّق

وشرودها الوافي يثير خواطري
متناغماً فوق الأثير يحلق

وبريقها المجنون يبهج ناظري
وعبيرها يجلو الهموم ويسمق

وغديرها الدافي يطارحني الهوى
الذكريات على الضفاف تزقزق

لا تسكنُ الريح العدول وصحبتي
فيها النضار وماسةٌ تترقرق

يا موج أخبرها بأن حبيبها
كالشاطئ المهجور روح تقلق

يا بحر هذا طارقي ومحبتي
أفديكَ ، لا ألمٌ يليه تفرُّق

دعني لأهداب السفينة ألتجي
فالقلب في هدب الحبيب معلَّق