زلة عسل - ريان عبدالرزاق الشققي

من أين يأتيك العسلْ!
من أين يأتيك العسل!
ها قد خبا صوت الطنينِ
وجاءنا صوت المللْ
من أين يأتيك العسل!
...
الطامةُ العظمى ..
بأنَّ الطامةَ العظمى تدور بقلب أعماق الجسد
والعِبرةُ الكبرى ..
بأنَّ العَبرةَ الكبرى تسيل بكل أنحاء البلد
من أين يأتيك العسل!
...
هذا هوان زماننا ..
.. يصغي لأحلام العروبة في السكونْ
هي تشتهي حمم المعالي
تشتهي هجر الظنونْ
هي تشتهي طرد المكائد بعد أنّات الزردْ
وصفيرها يدنو من الأرحام يطرق بابها
ويحوم كي يجلو مساحات الكمد
في وصفها حار الوتد
من أصلها رحل السند
من أين يأتيك العسل!
...
وهواننا
يرقى لأروقة الحضيض ويعتلي قِطَعَ الزبدْ
وهواننا
يطغى على تلاوات العروبة والمساكن والفيافي بالعدد
من أين يأتيك العسل!
...
كثر الغثاءُ ..
وضاع في حبل المكاره والمعارك والمسدْ
عبَرَ المحيط إلى مغارات الفضيحةِ ..
.. عند أعتاب المدائن في كبد
قد جاءنا يطوي العمامةَ ..
.. يرتوي من قلبنا ،
من نحرنا، من كل أعضاء الجسد
وله خوار يُذهِبُ الرحماتِ من كل الغدد
زال الجَلَدْ
ذهب البلدْ
والفخر في قعر الجِرَارِ ينوء عن أضوائه
والفكر في عمق الزجاجة قد كسدْ
من أين يأتيك العسل!
...
رحل المطر
هطل الجفاف على الهوامع والسحائبِ
واللوامع والنَّهَرْ
هرب البرَدْ
ها قد شَرَدْ .. ها قد شردْ
والديمة الخضراء في صدر الوريد ترهّلَتْ ..
وتباطأتْ ،
فيها الحياة تبخَّرَتْ
والمركب الوسنان قد سرق الكرامةَ والْتَحَدْ
من أين يأتيك العسل!
...
عَزَمَ السراب على السفرْ
يأتي ويركع في البوادي والحضر
ها قد سجدْ
فيه المرارة تصطلي
والشوب ينبع من عَمَدْ
من أين تأتيك البراعم والنوارس والثمر!
من أين يأتيك العسل!