شجر الصفصاف - ريان عبدالرزاق الشققي

ليلى
يا ليلى .. شجر الصفصافْ
قلمي يتفرع بين الحين وبين الحينْ
أملاً يورق فوق الماء وفوق الصخر وفوق الطين
قلمي يتبصَّرُ بين النار وبين النورْ
أغصاناً تركب درب الشمسِ ..
.. وضوءاً يطرق باب الدُّورْ
قلمي يقتات على صرخاتٍ تأتي من ثكلى
وربوعٍ دمَّرها سيل الإنسان المسعورْ
قلمي يتردد في الآفاقْ
يمحو حلكة بحر مسجورٍ ...
.. ويعادي محكمة الديجورْ
قلمي يتفرغ للإنسانْ
يزجيه البرقَ ..
.. ليرفعَ راياتِ الحقِّ وأعلامَ الوجدانْ
ضدَّ صروحِ الظلمِ .. وضد القهر على الأزمانْ
قلمي بشرىْ ... وحبورْ
قلمي رحمته مثلى
ناعورة حب تتفانى
فيضان مأمولٌ منظورْ
طميٌ وحروف وسطورْ
قلمي مزرعة وزهور
يهبط في البيداء يزفُّ الرمل إلى المنثور
لكني يا ليلى محزونٌ مقهورْ ! ....
---
قلمي يا ليلى ميناءٌ حطّمه طوفانُ الطغيان الجاثم فوق الأرضْ
ينعقُ ، ينبحُ ،
يعوي عند مراسي السورِ ....
.. يدمّر خط الطول ويسلب خط العرضْ
قلمي يا ليلى قيثارة عصر يعزف بمرارةْ
قلمي يا ليلى يزداد ضراوةْ
قلمي يحتاج حرارةْ
وحكاية حبٍّ ووئام
قلمي فيه طراوةْ
وصلابة عزم وكرامةْ
لا هدنة حرب
لا وصمة عار
لا صلح فيه الشرخ يدوم
لا حفنة ذهب مأفونْ
---
قلمي يا ليلى يتعافى
يرصد مدن النور
قلمي يتعالى
أغصانَ الصفصاف الحبلى
تتدلى ، فوق الشرفات تدور
يـرتـِقُ شـرف الأمسِ ..
.. يعيد النهضة للمحظور .