نهض الحجر - ريان عبدالرزاق الشققي

نهض الحجرْ
درأ الخطر
يعلو ويصفع كل أنجاس البشر
وله عيون تدرك الأوغاد خلف تروسهم
فله نظر
* * *
صهيون حل بأرضنا
من بؤرة التاريخ جاء إلى الملاعب والحصون
وأتى بقطعان تسافر تحت أغطية الهوان
صهيون أحرّق كل أزهار الفصول
يمحو حكايا الشعب من فوق السطور
ينفي تراب الأرض من سعة الصدور
صهيون عربد صارخاً:
يا ويل من يأتي إليَّ معاتباً
أو شاجباً مستنكراً
يا ويل من يرمي بحجرة ثائرٍ
أو نظرة محبوسةٍ
أو فكرة بما يجول بأم أفكار البشر
* * *
من قال أن الكون يهذي في جنونْ
من قال أن العمر تحمله الظنون
من قال أن العمر عدَّاه الخطر
* * *
حيِّيت يا من سار في أكفانه
حيِّيتَ يا طفل الشهامة والبراءة والنظر
فلك الجنان تزّين الأغصان عند مليكنا
بعبيرها،
وزهورُها في نشوة من وقع ذيّاك المطر
تسقي براعم أمتي
...
لتطلّ في جنباتها
فوق الروابي والمسارح والقمر
* * *
قدساه يا مسرى الرسول
قدساه يا مرسى الوصول
يكفيك فخراً ذكر ربك في الكتاب
لا تعتبي
لا تعجلي
الجيل ينضج قد توشح بالنجاد
والدين في الأفق انتشر
* * *
الأرض تفتح صدرها
لتضم جرح العائدين
وتلم نزف النازفين
وقوافل الشهداء تمضي كي تطهِّر جوفها
وتذودّ عن حوض الكرامة بالحجرْ
الحق في الأصل الدفين
مهما يغوص لننحني يأتيه صوت من جديد
ليزيح آثار الخنوع
ويزيل أستار الظلام
فالصمت يهوي للكفوف
والظلم ينأى عن كواهل أمتي
القوى (العظمى) فراغ مصمت
وبراعم الأيام تطوي لا تخاف من الصنم
القادم المنظور يحفل بالوقائع والشرر
* * *
هيهات يا صهيون أن يحالفك الأمان
أو أن يقارعك السلام من الجنان
هذي الحياة إلى الأمام
ولنا الظفر
فجموعنا تمضي إليك وذروة الأمر الجهاد
إن كان فوق رؤوسنا سقف يقال له رماد
...
فالسقف يحرقه الرماد
والجمر هذا من يقين في العباد
ينمو ويكبر مثل أوراق الشجر
فلننتظرْ
لا ننحني للأرض أو عبّادِها
نجثو ونسجد للإله رحيمها
بعقيدة شماء يحرسها الإله، ولا بشر
هذا صلاح الدين صحوة أمتي
فلننتظرْ
فحوادث التاريخ تزخر بالعبرْ
* * *