مقامع الحديد - ريان عبدالرزاق الشققي

أعيش في الحواجز
أعيش للصخور
أعيش في قواعد الجمود والشرودْ
---
أعيش في الدوائر
أعيش في الجحور
أعيش في صرامة اللحود والحدودْ
---
جدارنا يثابر
جدارنا يناظر
جدارنا مصيرنا الأليم
جدارنا يهيب بالكبير والصغير
جدارنا جليده يخدّر البطون
جدارنا ترهّلتْ بصمته الخدودْ
---
أغيب في المعاصر
ورقدة البصائر
وعالمي المدعوّ بالبديع والوثير
أغيب في كرامة الوهاد والحفر
أذوب في شهامة النبيذ
---
أقومنا عنابر !
أنومنا شهور !
أمشينا سكون !
فوثبة الأقوام في غيابت الركود
---
تريعنا المتاحف
وتهتف الحناجر
على ذرا السنابل
ودونها الشعير
تعيش في كهوفها الصقور
فتذبل الأقاحي
وتشتكي الورود
---
نسير للمعارك
ونركب الحظائر
لنسأم القمم
تنوء عن أجوائها النسور
وتختفي الأيام في مقامع الحديد
---
سرورنا مواعظ
وسقفنا يميل
ردودنا عميقة عميقة تزاول الشخير
وزندنا مفاتن تعاقر الهوان
يسابق الهبوط
يعانق الحضيض
يصافح التعتيم في مراتع القيود
---
أعارنا طويل !
وعارنا مثير
يحيط بالمصانع
يقطّع الحبائل
ويصعق الدهور
بنودنا تعانق الخذلان في مرابع الجدود
---
مصيرنا أمل
مصيرنا بعيد
مصيرنا خياله الرذاذ والبخار
مصيرنا يرافق التيار في حرائق الغابات
نيرانها تعاند البريق
نيرانها يعيقها التفتيش في مراكز الحدود
---
نفوسنا معابر
نفوسنا فسيلة تقاوم الهوجاء
نفوسنا خميلة بركانها كتيم
نفوسنا تضيء دون أكواب الوقود
تراقب التحصين في مراصد الرعودْ .