زحمة السطور - ريان عبدالرزاق الشققي

أزفُّ زحمة السطور للبيان
أستاف دون الغَول كل أنواع النبيذ
أرتاح ثم لا أرتاح من طرب المجون
أروح للمطافئ والملاجئ والحنين
أتملق الدواء والمساء
وأرقب السماء
والفجر يتلو سِفْرهُ من وحي آيات الوجود
بغداد تزخر بالرعود
بغداد تجري في العروق
ومدادها زخم الوعيد مع البريق
تجري المتاهة من سطوح الناسِ نحو النائمين
يجري سواد الأرض من عمق الجروح
ينأى شمالا لليمين
تسقي الفراتَ دماؤه
ولدجلةٍ يرد الغريق
في الظلمة العمياء يا بغداد يحزنك الأفول
تتوسلين منابع النهج العتيق
هذا البلاء من البلاهة والفظاظة والحروب
يزجيك من زرد الحديد
هذا الحريق
ذكرى الغواش تعود فشمس أمسٍك في المغيب
ومن البصيرة تخرجين
تتوسلين ..
وتصرخين وتهمسين
من يسمع الصرخات فوق أشرعة الضجيج !
من يطرد (المغوُول) من حبل الغسيل!
من يربط الجلاد في جذع النخيل!
من يكرم الشط العظيم ..
أم من يدور على الموائد يستجير !
فعلى رصيف الموت يركلك الزبون
وببردة الأصنام تأسرك الشوارع والظنون
مقهاك في ملهى العروبة يلتوي منه البيان
تلتاع في ذكراه خيل للعروبة تربط مجدها حِلَقُ الحصون
بغداد أنتِ عروسة الأزمان حبلى بالنوائب والشجون
بغداد أنت عروسة مثلى..
لكنني ألقاك رهن الدرب يغلبك الأنين
تتوسلين فتُجلَدين
بغداد زُفَّتْ للرقيق لأجل قهر التابعين.