غياب الأحبة - ريان عبدالرزاق الشققي

أهرقتُ بنت العين بعد فراقكم
سيلا يموج وبحر روحي متعبُ

والقلب يخفق في صراع بكائه
والصدر ضج كطبل حرب يضرب

ما للنسائم في حياتي موضع
ما للمناهل مسلك يتوثب

ما للضلوع جلادة كي تنكوي
بلظى الفراق وكل يوم تثقب

النهر يلهث من جفاف سمائه
والقلب يلوي إن جفاه المطلب

والنفس تذرف دمعها من عينها
في ظل خطب بان منه المأرب

والروح ما للروح في كوني سما
ضجرت فراحت للفضا تتحسب

طرقت دروب الشوق عند أحبة
والشوق أين لظاه منها يهرب

فتعثرت كل الخطا وتذمرت
وبدا الزمان إلى التخاذل أقرب

تاهت وضاعت في النجوم سبيلها
كل الدروب على المدى تتشعب

أين الضواحك أين أين أحبتي
أين المناهل أين مني المشرب

أين المنازل تنحني للقائنا
أين النسائم تهتدي وتقرِّب

قد كان ظني أن قلبي باسل
يقوى على الهجران لا يتعذب

قد كنت أحسب أنه ياليتني
لا أعشق الأحباب لا أتحبب

فإذا أراني والحياة ذميمة
ألتاع بالذكرى وحسبي أطرب

وإذا الورود مساقة عن سوقها
تسقي الرحيق لنحلة تتورب

فالعطر ناء مع الأحبة عندما
رحلوا وقمت إلى المدى أتصوب

جياشة في القلب عاطفتي التي
قد أطلقتْ سهما يصيب ويثقب

أمري غريب يا أحبة خافقي
لو أطلب الدنيا تعز وتنصب

مثل أنا في العشق أُضرب كلما
رحل الحبيب وطيفه يتقرب

سأحبُّ مادام الفؤاد مرددا
ضرباته فمراده لا ينضب

ولئن هنا قلبي فحسبي راحل
إن ماد تحتي السطح لا تتعجبوا