فداؤك - ريان عبدالرزاق الشققي

الله ربكَ أوحدُ
ولك المقام الأحمدُ

أنت الرسول على المدى
أنت النبيُّ محمدُ

أنت الأمين وهديه
ذِكرٌ يطيب ويخلد

أنعمْ بسيرتك التي
نفحاتها تتجدد

جبريل قال مدوياً :
إقرأْ، وأنت تردد

صلّى عليك إلهُنا
وعبادُهُ والفرقد

حياك ربي قائماً
أو ساجداً تتهجد

وحباك منه شفاعةً
ووسيلة تتجوَّد

يا صاحب الحوض الشري
ف قلوبنا تتورد

يا رائد الخلُق العظي
م رداؤنا والمسند

أُعطيتَ نهراً كوثراً
فجنان عدنٍ تنشد

ورواحة الإسراء في
كنفِ الهداية تُعقد

هذا (البراق) أحالها
نوراً يسير ويحفد

أ(براقُ) يسري بالهدى
وسنا الضياء يزغرد

فوصلتَ للقدس المبا
رك والأمان مُسدَّد

كنتَ الإمام المرتضى
والمرسَلونَ تعبَّدوا

وهممتَ تعرج للسما
والوحي دربَك يرشد

والزاهراتُ تألقتْ
والحافظون توددوا

في جنة المأوى بدا
أنَّ النعيم مُخلَّد

فهو الإله وملكه
ما قد مضى له والغد

والله ربٌّ واحد
والله نور سرمد

وهو الشكور بلطفه
في حمده لك مقعد

وله المراد كما يرى
والأمر ينزل يصعد

والكون سبح طائعاً
بضيائه يتوسد

الله أرسل شرعه
وعقيدة تتفرد

أنت الحبيب المصطفى
ولك المرام الأمجد

الغار يشهد باسماً
أنَّ العزيمة أصلد

وبكى عليك الجذع حي
ن بعدت كي لا تبعد

والعاديات تواردتْ
وللنجاد تقلُّد

والصافنات تضافرت
فوق الذرا تتنضد

فملكتَ آفاق الزما
ن حضارة تتوحد

وزرعتَ في سبل الحياة
شريعة تتوطد

وأنرتَ مشكاة الجوارح
قائداً تتعبَّد

وسننتَ سنَّةَ واعد
نحو الجنان تُمهِّد

والتابعون مضوا على
سير الصحاب وجددوا

فالأرض في عمق الدجى
نوّارة ولها يد

معطاءة مطواعة
وأديمها لك مسجد

وازهرَّ برعم أمةٍ
أفنانُها تتمدد

وغدا الهشيم حدائقاً
من فيض نهجك تُرفد

والخضر تهدل في الربى
هذي الطيور تغرد

إنّا بحبك نقتدي
وهو الحسام على العدو

ها قد غزانا عصرهم
فتطاولوا وتحشَّدوا

سيبور مكر المعتدي
وخياله يتحدد

ذكراكَ أندى طلعة
والفجر هلَّ يهدهد

يا لوعة القلب الذي
في جمره يتسهد

سأذود عنك بأسطري
علّي أفوز وأسعدُ

لحظي فداك ومسمعي
أبشرْ فأنت محمد

وفداك نفسي والورى
وبذاك إني أشهد