وهدة - ريان عبدالرزاق الشققي

هدأ البيان وقال مهلك يا فتى
الحب مكتوب على الإنسان

الحب رحلة عمرنا في بحرنا
في وجدنا من غابر الأزمان

والشوق يصرخ للثواء على المدى
راياته طيف من الألوان

والشوق أسرار الحياة وصدرها
والناس في وجل من الخسران

يأتي يسامرها ليقطف نهلة
فتردّهُ النجوى بلا عنوان

لمّا رحلتَ وكنتَ في زخم الدجى
والشمس تغرب في حمى الحرمان

وتتلمذ الديجور في أضوائها
والليل يعبث في خطاه اثنان

هجر ينوء عن المواطن ذكره
وكرامة باتتْ بلا أركان

أخذوكَ من بين البيوت وأضرموا
قلب الأحبة في صدى الأحزان

ورموك بالماء المضرّج بالشقا
رفعوك خلف مدارج العمران

واليوم يمضي في رباك كأنه
يجري يناوش وهدة الخذلان

بيداء لا تدري مدى أرجائها
قفراء لا تقتات من أقران

لم يبق في ألق العيون مواقدٌ
لم يبق إلا وخزة الوجدان

هذي مُناي تسوح في أفق الردى
وزمان آمالي أباه زماني

وغلالة الدنيا تسوق مجرتي
الشوق ألهب أضلعي وسباني

يا أمّنا أرجوك إني عاشق
الوجد أنهى أحرفي ورماني