مركب ووقود - ريان عبدالرزاق الشققي

ناموا وصوت العز أفضل غائبِ
ونأوا فصار القلب أول ذائب

كيف السكوت وقصدهم غير الحمى
كيف السبيل لردع جل مصائبي

كان الغرام بصحوتي لي سلوة
وخياله عند الهجود مصاحبي

يا غائبين عن الفؤاد لهجركم
أعتى من السهم المدبب صائب

يا راحلين إلى الكرى بنهارهم
نوم الضحى كنوازل ونوائب

قد قيل إن العرب ضاق فضاؤها
من قال إن القوم دون مآرب

فأشعة خلف المساء وضوءها
للقوم نور بعد ليل راسب

وضربت آفاق الفضاء بمركب
من خلفه نيرانه كثواقب

وعناصر الغازات حرق صارخ
ألوان طيف في دخان لاهب

ويرى العباد شعاعه ووميضه
لكأنه نجم بغير شوائب

ويرى النجوم مدارها مستهلك
فيدور حول الكون أمرح لاعب

شبح يطير إلى الفضاء محاذيا
قمم الجبال وحد صوت صاخب

كالريح هاجت كي تزيح صخورها
فتهشمت وسرت كرمل سائب

قد ثبتت بين الضلوع زعانف
تزهو كرمح مستدب الجانب

بأمامه نبل دقيق جارح
وشراره كالشهب ليس بشاحب

جسد ويلمع في السماء حديده
من حجمه يرسو كقطب جاذب

إن مر فوق الأرض وقت ظهيرة
لا نسل جنح الليل تحت الحاجب

في حوضه شاشات راءٍ همها
في جني صورة نجمة في حاسب

والمركز الآلي فيه محطة
فيها خيالات لكل حواسبي

لي مقودي خلف الزجاج ومقعدي
لي خوذتي تبدو كرأس محارب

بعد المجال وشدها في سكرة
فالأرض جرم يختفي من غائب

ولقد عرفت نجومكم ودروبها
وأنا لقومي بتُّ أحسن راغب

يا طالبين فلاح شرق أينكم
إني لوحدي لن أنال مطالبي

إني بكوكب حبكم وغرامكم
نفذ الوقود وكلَّ عزم الراكب

يا ملهمين دمار شرق ويلكم
إن تتركوا نفطي تهلُّ مواكبي