ما أحيلاه العناق - ريان عبدالرزاق الشققي

والشوق يحضن فائض الدمع المراق
كيف العناق وقد تملكني الفراق

أبكي كطفل تـاه عن أحبابه
والهجر طال وليس للهجر انعتـاق

الصوت يخرج من صميم جنانه
يعلو ويهبط والصدى فوق البراق

والأرض تشهق بالبكاء فـتـنحني
فيها الجبال بقطع أسباب التلاق

لما رجعت فكيف يطويني المدى
لما رجعت ، يبين في البعد الوفاق

أبتاه قل لي كيف صارت خطتي
في عين إعصار الشتاء ولا وثـاق

كيف التسابق في سنامات العلا
في مسلك التاريخ والدرب انزلاق

أبتاه كيف يحال أمر مصيرنا
للعدل في طرف الشعاع من النفاق

أبتاه أنـبـئـني إليك محبتي
أألوم عالمنا ليأتينا العناق!

مالي إليه وسيلة إلا أنـا
أستعمل الزفرات في درب اللحاق

فكأنني والصخرة الصماء تربط
كاحلي وتشد أطراف الصفاق

متسمرا ، متوجسا ، متربصا
كيما يزول وليس في الصخر انشقاق

وجلست أحصي ما يواسي خاطري
فوجدت ذكراكم على رأس السباق

فجذبتها لفضاء قلبي والمنى
من دونها تلك المسيرة لا تطاق

كـنـا نـبـيـت بمنزل أرجاؤه
درر الحنان وعطر أحلام الرفاق

الوردة الحمراء تحمل خضرة
في ظلها يحلو الكلام على الرواق

وبراعم بين الغصون تمايلت
وكأن بين براعم الورد اتفاق

والسروة الخضراء تشمخ حدنا
ترنو إلى صبح رآها فاستفاق

والبيت في دفء يحاكي بعضه
فترى الأحبة في وفاق لا شقاق

قد كنت ألهو في صفاء رحابه
في ظل أدواح الفناء أو الزقاق

أشدو وكل الكون يسمع نغمتي
وحفيظة الأفراح ليس لها انبثاق

في لحظة عكس الزمان مصيره
هل يا ترى تذكيه ثارات عتاق

قد خلت أن عبيره متضوع
واليوم أمضي كل أنفاسي اشتياق

ما كنت أحسب أن دنـيـانا على
قرن الوعول بكل حادثة تساق

أغمضت عيني في الفضاء لينجلي
عني السحاب وينتهي مر المذاق

وضممت آمالي لصدر عامر
بحلاوة الذكرى ليحدوها انطلاق

فإذا أراني والأماني تـنـتـشـي
قرب اللقاء فما أحيلاه العناق