عهدان - ريان عبدالرزاق الشققي

اليوم وحدي والعيون الدمّعُ
قيدُ الليالي والجَنان يُقطَّعُ

مازلت أذكر ذلك اليوم الذي
فيه الشفاعة وحدها لا تشفع

ما زلت أذكر عهدنا ونعيمَه
ما زلت أركض في الدروب وأرتع

عهداً ، ونهج الحب زينته الهوى
قلبان في همس ونجمٌ يسمع

حقل تموَّجَ في رباه سنابل
ذهبٌ كموج يستفيق ويسطع

نهض الندى فوق الذؤابات التي
مالتْ فصوتُ الحب لحن أبرع

كنا وحقل الموج تسرقه الرؤى
ظلّيْنِ في رغدٍ يلين ويخضع

قد قلتِ إنّ الحب ألماس القلوبِ
يصاغ في كنف الزمان فيلمع

عاهدتِ ذاك العهد تشهده الورى
ونكثتِ فاضطرب الحجى والمفزع

يا موطن الأسرار أين طريقتي
في الحرب عندك لا سنان يُشرَّع

ماذا أقول ومصرعي متوثبٌ
لا العهد يسقيني ولا هو ينفع

ذراتُ إخلاصٍ لَعمريَ منجمٌ
دون الولا عمري جديب بلقع

***

لما رددتِ رأيتِ أنّيَ مرهقٌ
فمسالمٌ ومفكَّكٌ أتصدع

والبرد يقرضني على درب العنا
والشمس تحرقني ودهريَ يصفع

والليل يربض والنهار مكبَّلٌ
والوحش ينهش والكواسر أشجع

فحنوتِ ، ما أحلى حنانك في دمي
وخضعتِ فاتنتي بقلب يقرع

عاهدتِ عهداً كالذي عاهدت لي
ونذرتِ نذراً فاصلاً لا يُردع

وشرعتِ في قطف الزهور وجئتِ لي
من يرتجي عذراً يذلُّ ويركع

فنظرتُ في عينيك أقرأ طالعي
وسرحتُ منهمكاً فماذا أصنع

عودي وعودي قد أبتكِ صبابتي
فالحب سهم والملامة أسرع