هذا القريض أتى - ريان عبدالرزاق الشققي

اليوم تأتيني نصوص براعتي
وتصيد أنصاف الحلول قصائدي

ويقوم سحر من بياني ذائعا
بين الجموع يحول دون فوائدي

وتنوء عني مهجتي وصبابتي
وتعود أحلام الطفولة شاهدي

أنا إن رحلت عن الديار وعفتها
ضمرت وعزت في النوال روافدي

وتباعدت كل الهضاب إلى النوى
وتمدد (العاصي) بغير سواعدي

يا عاصي الكون الفسيح سحرتني
حنت إليك مدامعي بتوافد

وشرودك المجنون يغرق لحظتي
في غربتي ونوائبي وشدائدي

وعليك دولاب يدور بخاطري
ناعورة تحكي حضارة بائد

دارت وحنّت ثم أنّت ترتوي
من رجع آهاتي وقلبي الواعد

سحُّ العيون بكاؤها ونحيبها
وأنينها بتقارب وتباعد

تلقاه يهرب للفضاء فرجعه
ألقٌ يصيب حشاك سهم الصائد

دهرا أتاني في المنام هديرها
وبقربها روح لكل معابدي

مهما بعدت فإن دربي راجع
عند الغداة يقرُّ عهد معاهد

يا نسمتي ياعطر روض مدينتي
يا (قلعتي) فيك المدى لمراقدي

إني أتيتك طائعاً ومحملاً
كل الدروب روائعي وفرائدي

هذا القريض نما فروحي تهتدي
وشواطئ العاصي تصير مواردي

هذا القريض أتى يعاتب غربتي
مترامياً يجتاح غير محايد

هذا القريض هفا يراقب عودتي
إن الرجوع إلى (حماة) مساعدي