بين الجدران من جديد - سليمان العيسى
يا حلوةَ الرنَوات .. يا
حُلُماً أطاف بمقلتيا !
أنا من جديدٍ عند
وحيكِ يرتمي سحراً علِيّا !
ها أنتِ .. والغزَل المجنّح !
والجريدةُ .. في يديّا
ووجومُ جدراني الغلاظ ،
ومعطفي الساجي عليّا
وسحابةٌ في الليل .. تهوي
فوق "نافذتي" .. هويا
غضبى .. أحست كل
شيء حولنا زُوراً وغيا !
وخطىً .. تمر على الطريق ،
أرى لها وقعاً شهيا !
ومقاطعٌ من عابرين .. يظل مُعظَمها خفيا
ودبيبُ صرصورٍ على
رجلي .. يداعبني حييا !
وطيوف آلهةِ العذاب ..
تُصِمُّ أسماعي دويا !
وخيالُ "معنٍ" في السرير،
وثورةُ الأجيال فيّا !
ورؤى (ملاكٍ) ساهرٍ
نَبراته في مسمعيا
ألقى الملالة للكتاب ..
فهل أطاق به مضيّا ؟!
ما كان أدناه إلى
روحي غَضوباً ، أو رضيا !
ما كان أعذَبه ، وقد
لجّ (الجدالُ) بنا عتيا !!
سأراه يوماً .. عاصفاً
من نشوةٍ .. في ساعديا !
...
ها نحن يا حوراء .. والصمتُ
المَقيتُ .. بجانبيا !!
ما أمتعَ الأحلام .. تُطلق
في الكواكب جانحيا !
وتشد آفاق السماء ..
بهمسةٍ نشوى إليا !
وتدوِّم الساعات فوقي ،
بكرةٌ تحكي عشيا
وأفيق ( مقبرةٌ)
وموقوفون .. آخِرُ ما لديا
وطنٌ تجسده (النظارةُ )
مشهداً للبؤس حيا !
أتُرى أزور السجن
وحدي .. لا أرى فيه شقيا ؟!
...
يا حلوةَ الرنَوات ،
والبسماتِ زُهراً .. والمحيّا !
أنا لستُ من يخشى الظلام ،
ولو أناخ بنا مليا !
سيزول .. وثبةُ أمتي
أقوى .. هبيه بدا قويا !
سنعيش ، رغمَ الموت ، روضاً
ضاحكا ، وشذىً نديا !
بَشّرتُ بالفجر القريب
على الذرى غِدقاً ، سخيا
ولمحتُ ماردنا الرهيب
وقد أفاق .. يريد شيا
هيا .. إلى غدنا الرحيب ،
نُعِدّه للنور .. هيا ،