مع المحقق - سليمان العيسى
من أنت؟ .. دحرجه "المحقق"،
عَبْرَ همهمةٍ ، سؤالا !
وعلى "مكدّسة" من الأو-
راق بين يديه .. مالا
وحسبته .. لم يُلقِ لي
"ولصرتي" البيضاء بالا
ووقفتُ .. ناحيةَ الجدار ..
ألوح من تعبي خيالا !
من أنت ؟ .. ما العمل الكريم ؟
وغاص في الورق انشغالا
وبلفظتين أجبتُ .. لم
يترك لثالثة .. مجالا !
أنا شاعر ، ومدرّسٌ
يُرضي البلاغةَ حيث صالا
وقريع كأس في المسا
وقصيدةٍ .. وكفى جلالا !
أما الوِهاد .. فانها
أدنى - لمن يهوى - منالا
وأشاح عني لم يتح
لي أن أسوق له مثالا
ولمحتُ .. خلف عبوسه
شيئاً يهمُّ بأن يُقالا !
وإذا المراد : عقيدتي !
يا للضحى .. نسَخَ الظلالا !!
خذها إذاً .. أرجوعةً
سحراً ، على وتري ، حلالا !
أنا للعروبة .. مذ رأيت
النور .. كنتُ ولن أزالا
أنا للحياة .. لأمتي
رَشَداً تراني .. أم ضلالا !
أفَيُجرم الوردُ النضير ..
إذا اكتسى الوردُ الجمالا ؟!
أيُدان بالألَق الصباحُ
إذا تموّج .. أو تَلالا ؟!
أنا وحدةٌ .. يا سيدي
عربية .. تأبى انفصالا !
في الشوك عشناها
وفوق الصخر ، أعواماً طوالا
وعلى الحصير .. حصير
آبائي .. تلقنتُ النضالا
بغداد .. في صدري كتونس
خفقةٌ حرّى .. تَوالى !
كالشام .. يقطر في "الجنوب*"
دمي .. وقد خضَبَ "الشمالا*"
أنا شهقة المتضورين
طوىً .. وأناتُ الثّكالى
ودموع قومي الضائعين ..
على الدروب غدوا عيالا !
ما كنتُ إلا زفرةً
تُستَلّ من وطني استلالا
ما كنتُ إلا صيحةً
للثأر .. تشتعل اشتعالا !
أعرفتَ من أنا ؟ .. واقفاً
أبدو بزاويتي خيالا !
__________
* فلسطين.
*لواء الاسكندرون.