جسد السماء - سنية صالح

.. لا صوتَ لي ولا أغاني
خلعت صوتي على وطن الرياح والشجر.
الظلال أكثر تعانقاً من الأهداب.
وما من أغنية تضيء ظلمات الأعماق.
لكن الأصداء تدق صدر الليل،
فأنام في صدري..
.... وحيدة رجعت،
وبلا صوت،
أبيع نعاس الغابات المهجورة،
فَتَصِيدني حبالُ الضحك،
وتهرب أجراسي.
أعود وحدي
أجمع ريش الأحلام المنسية.
عشرون، والهواجس تثقب جدران العروق
عشرون، ننتحب عند أعتاب الحناجر،
عشرون، نمخر الأرض،
نذهب مع نسغ الشجر،
وما من قصيدة تأتي.
عشرون سنة نشرب الريح،
نقيم في جذور الحنين،
وما من قصيدة تأتي..
على الأرض البوار
سَفَحنا مياهَ العروق،
وما نبتت لنا القصائد.
ما من كلمة تُشعِلُ الحرائق،
تُطفِئُ الحرائق.
أطفئوا الشموع،
لتولد الظلمة بارتياح.
ذَهَبُ النهار لا يدفئ أوهام الجنون.
وَجهُ امرأة يغوص في أبخرة الصباح.
جَسَدُ امرأةٍ يتلألأ في ضوء الصباح.
ثَمّةَ غائبٌ في القافلة
رجل يتغلغل في الزوايا الخفية
من كنيسة الروح،
يحطم دروب الهداية،
ويعبر مضيق الأوجاع....
.... أحصنة الجنون تقرع صدر الليل
ألوذ في منتهى عَصَبِ الشّمّ
وأعبر الصّمَم.
ووجهي ينفتح للهاوية.
لتشحبَ هذه المشاعر،
لتشحبَ وجوهنا المشوية بالملوحة والحمى
ولتتدحرج كالحصى إلى القاع....
.... الملل، لمن يأتي ويفتح أبواب العروق.
بعيداً فوق طحالب الصمت
هاجرت أوجاعي.
في هاوية النعاس والملل
دفنت أوجاعي.
وها أنا أتدحرج كالحصى إلى القاع.
فليكن الليل آخر المطاف.
الانتظار لمن يأتي
ويُضيء جدران الروح.
...
الملل، لمن يأتي ويرفع الأسوار.
المجد، لمن يأتي ويفتح أبواب العروق.
كاساندر.
ألأنني خرساء
يؤثرني الرنين؟!