كلما حل المساء - صلاح إبراهيم الحسن

إنّي دخلتُ إلى زنزانةِ الكلماتِ وحدي
حين قالتْ: (هيت لكْ)
قدْ قُدَّ من خَجلٍ قميصي
هكذا قالَ القضاةُ جميعُهمْ
والنسوةُ اللاتي قَطَعْنَ صلاتهنَّ لرؤيتي
أَطلَقْنَ أحصنةَ الإشاعةِ في المدينة ِ:
(كلُّ من عشقَ الأميرةَ قد هلكْ..)
- أنا-
هل كلما حل المساءُ؟
عليّ أن أبكي؟
وأن أتلمس الأوراق بحثاً عن يديكِ
كأنني أعمى
أضاع نجومه في الدربِ
أمضي – لا إلى جهة –
على قلقي
وأنا أحبك
فوق ما تتصورين الآن
لكني فقدت براعة الشعراء في رسم العواطفِ
صرت شفافاً كجرح فراشة في الليل
قلتُ : الليل ؟
لكن لن تجيئي
كي تضيع قصائدي
في الليلِ..
في الطرقِ
الليل بعدك واثق من لونه
وأنا أعدّ المفرداتِ
أشيد صرحاً للأميرة : أنت
في روحي : القصيدة
يا بعيدة
إن ما بيني وبينك برزخٌ
ومدينة كانت بلا قلبٍ
وما زالتْ
وأهل طيبون سيقتلونك بالمحبةِ
يا ابنتي:
إنا نحبك مثل أعيننا
ولكنا نخاف عليك من رجلٍ
يجيء إليك من أقصى القرى
متدثراً بالحبرِ
والورقِ
يمشي على أحلامه مثل المسيحِ :
خذي قلبي إليكِ,
وأطمعيه لكل عشاق المدينة
واصلبيني في دفاترهم
ونامي
إن منبج أغلقت أبوابها في الليل
في وجهي وقالت :
ليس للغرباء إلا الحلم
فارجع يا غريبُ
إلى
القصيدة
.
20/1/2006