صلاة الغائبين - صلاح إبراهيم الحسن

ماذا سأكتبُ ؟
كانَ يُعجبُني كثيراً قصرُ والدِكِ المسوَّرُ بالدِّماءِ
وكنتُ أَعشقُ فيكِ أنّي لم أزلْ حيّاً عليكِ
ولم أفكّر بالمصيرْ
وأرى قميصكِ بينَ شُبَّاكينِ ينفتحانِ بعدَ الظُّهرِ
أُغنيةً معلقة على حبلِ الدماءِ
وسيفَ سيَّافٍ على عُنُقٍ /حريرْ
ماذا سنكتبُ؟
والرِّمالُ كتابُنا الأَزليُّ
أترَفْنا المواجعَ بالدِّموعِ
وما علينا ؟
لو جعلنا سيفَنا المكسورَ
يفتتحُ البكاء على الأَسيرْ
ماذا سنكتبُ؟
إن نَسينا ضيفَنا في الليلِ يذويْ جائعاً
أو إنْ سألْنا الضَّيفَ قبلَ دُخولِهِِ العَتباتِ
عن أسمائِهِ وصفاتهِ
أو إنْ صفَقْنا وجهَنا في وجهِ طارقِنا الأَخيرْ
ماذا سنتلوْ في صَلاةِ الغائِبينَ الآنَ رغمَ حُضورِهمْ؟
هذي القوافي
سَجعُ كُهَّانِ القَصيدةِ
سوفَ ننساها قليلاً
كي ننامَ الآنَ ملءَ دمائِنا العطشى
فهذا الليلُ وحَّدَنَا
كمصراعيِّ بابِ القَصرِ
، قصرِ أبيكِ ،
في هذا السَّريرْ