دمعــة - طلعت سفر

· إلى أمي

*

رمَّدَ اليأسُ - ياعيونُ ابتسامي
نام جفن الحنان عنك... فنامي

طاف بي طائر السهاد... وجنت
بي تباريحُ خافقٍ مستهام

كان عندي بقيةٌ من هناءٍ
سرقتها مني يدُ الأيام

لي مع الحزن موعدٌ...واستخفَّتْ
خطواتي... جراح قلبٍ دام

قد تعوّدُتُ أن يكحّل عينيَّ...
... ويرخي عباءة من ظلام

وارتداني... فصرتُ سربالَ حزنٍ
يتهادى به على أقدامي

من زمانٍ... يبكي بعيني زمانُ
ويصيح الشقاء في أعوامي

ما صفا جانبٌ من العيش... إلا
عكّرته معاول الإعدام

رحل الحب... والنعيمُ... فما لي
سلوة بعدها سوى أوهامي

أين عيناك؟ والعذاب نديم..
ليس يجفو والذكرياتُ مُدامي

ما استبانت قرارة الكأس إلا
أغرقتها عيني... بدمعٍ سجام

وجهكِ الحلوُ... دفتر من حنانٍ
وترانيم لهفةٍ... وسلام

بين أوراقهِ يسافر شوق
وربيع... يموج بالأنسام

يمسح الدمعة السكوب ويَرْقى
بشذاه... مواطن الأسقام

سكن الحب فيه... مذ ولد الحب...
...ندياً.. كالعطر في الأكمام

مارأته الأيام يفترُّ حتى
نَمْنمْته بأحزن الأقلام

يحضن الصدرُ كالوسادِ... أمانيَّ
ويأسو مواجعي... وسقامي

مرفأ...كلما المراكب تاهت
بين أمواج حزني المترامي

في ليالي العذاب تنساب...
عيناكِ... قناديلَ لهفة وابتسام

دلّليني... حتى يَغارَ دلالٌ
وافتحي لي.. خزائناً من هُيام

كل حب يصير وهماً... ويسمو
همس عينيكِ... فوق كل غرام

علقيني بعروة العمر.. دمعاً
واصلبيني على شفاه الكلام

واكتبيني بيتاً من الشعر صبّاً
فوق أمجاد ثغرك البسّام

من دموع الأسى... أُلملمِ حِبْرِي
وحروفي تمتاحُ من آلامي

لوّحتْ بالوداعِ أحلامُ عمري
فدعيني...أبكي على أحلامي

لم تزلْ خمرتي... مدامعُ يتْمٍ
وندامايَ... أعينُ الأيتام

*

1/5/1998