واذلاه - طلعت سفر
تأرجح العيش
بين الذل والنَّكَدِ
فنحن بينهما نمشي يداً بِيَدِ
ها نحن
نجترُّ أحزاناً معتّقةً
ونستريح على نهر من العقَدِ
تكاد
تنهلُّ عينا كل مصطبرٍ
لولا بقيةُ دَمْعٍ فيهما.. حَرِدِ
تطاول السهدُ
حتى لا ضفاف له...
كأنما العمرُ أضحى صُحْبَةَ السهد
أتستريح صباباتٌ
بعين شبحٍ
إن كان ناظرها يشكو من الرَّمد؟!
كأنما الشمس
مذ "حطين" مطفأةً
وخيَّم الليل حتى صار كالأبد
إلام نأسى
على أمس ونندبه؟
أخنى علينا الأسى والأمس لم يعد
كم صار يلزمنا
حتى يدِبَّ بنا
دمُ العروبة.. أو نعلو على الكمد؟!
اليومَ..
يشرب طيرُ الليل من دمنا
ولست أدري بما يأتي صباحُ غد
يلهو الرصاص
بأكباد.. وأفئدةٍ
ونحن أثبتُ ـ وا ذلاه ـ من وَتَد
تقسَّم الوطن المذبوحُ
أضرحةً
فكل قبرٍ به دامي التراب... صَدِ
نكاد
نحمل ـ من خوف ـ شواهدنا
فإن أحياءنا الموتى.. بلا عدد
تصَّدعَتْ
مئذناتُ القدس.. واحترقت
شمسُ العراق.. ودوَّتْ رنَّةُ البلد
لنا عيون لكي نبكي
ونحن إذا
مدّتْ أصابعَها الجُلَّى... بغير يدِ
متى أرى الراية الكبرى
مرفرفةً
على تخوم العلا... تهتزَّ من صَيدِ؟
لا شيء
إلا الرصاص السَّكْبُ ينفعنا
إن الحقوق...
بغير السيف كالزبَّدِ
*
28 ـ 4 ـ 2005