لفافة التبغ - طلعت سفر
سبى فؤادي الفم الرّيان... والحدَقُ
وضيّعتْني براري الحزن... والطُرق
مابال هذي العيون السود... تهجرني!!
وينثني مُعْرضاً عن لهفتي العُنُق!!
عيناكِ...!!
أجمل ماغنّى حديثَهما
قلبي... وثغركِ هذا المبحر الغَرِق
يا أيها العذْب.. والنيرانُ تأكلني
ألستَ تعرفُ أني فيكَ أحترق
أدمَيْتَ بالهجر... أُفْقَ العمر من زمنٍ
ومايزال مدمّى ذلك الأُفق
لو كنتَ لي... لم أَزِدْ إلا جنونَ هوىً
ياثغرها... قد شكا من لوعتي الورق
خطرتَ بين حروفي فازدهتْ طرباً
وصار يقطرُ من أهدابها العبق
ياثغر غاليتي.. يانجمةً وقعتْ
على السحاب... وغار الورد والحبق
كسرتُ كأسي ولم أشرب..
على ظمأٍ
ياسيد السكر... ماذا يفعل العرق؟!
مالِلّفافة.. لا تنفكُّ حائرةً
بين الشفاه التي يحلو بها الغَرق!!
ضِمامةٌ... من فَتيت الشوق...
يسكرها
هَصُرُ الشفاهِ... ويدميها
فم نزِق
رفقاً بها.. وبقلبي... يامدخنةً
فنحن من هَمَسات النار... نأتلق
أُحسّها... ولهيب الجمر يلفحها
مثل الفراشة... تصبو وهي تحترق
تمهّلي... ودعي الكبريت ناحية
يكاد يشعلها التنهيدُ...والقلقُ
أدْنَيْتِها... من حريقِ الثغر...
فانتشرتْ
في كل أرجائها الآهاتُ.. والحُرَق
تململتْ بين أحضانٍ مضمَّخةٍ
كأنها مقلةٌ... يلهو بها الأَرق
كأنها... والشُفاه الحمر تحضُنها
شمسٌ يسيلُ على لألائها الشفق
هذا الدخان.. حكايات مجرَّحة
مازال يشرب من آهاتِها الغَسق
يعلو دوائرَ من حولي...
على مهلٍ
توشوشُ الليلَ شيئاً ثم تنطلق
يرِقُّ مثل صدى الموال في
بلدي
على ذرانا التي قد رشَّها الأَلق
يا مُلْتقى شفةٍ...
تاقتْ إلى شفةٍ
حار الدجى فيكَ..
واستَهْدى بكَ الفَلَق
لوكنتُ أعلمُ...
ماذا دار بينهما
لكان لي...
في مجالات الهوى...
... سَبَقُ
*
10/8/1977