تمائم إلى امرأة أطلقت عليّ جحيمها - عامر الدبك

عبرتْ دمي جمرا
وكأسا من بكاءْ
أيامي الملقاة
في عرض الطريقْ
فحملت صمتي
واتجهت إلى الفراغ
أدير كأسا خاويا
من سره
فتماهت الأشياء بالأشياءِ
في برد الفضاءْ
قالت :
أتدرك رحلتي ؟
قلت :
استعنت بما لديك
من الهواءْ
***
أوحتْ إليّ :
أنْ استعن بالصمت
إن ضاق النداءْْ
فحملت في دمي الجحيم
وقلت :
خانتني النبوءة عاشقا
أوحتْ إليّ أنْ استعن بالموت
إن سقط المساءْ
قلت :
اكتشفت بأنني
جرح يخرُّ على الرصيف
معمدا بالقهر
منسيا تجاذبه الغبارْ
قالت :
كأنك تستريح من البكاءْ
قلت :
اكتشفت بأنني
ما عدت أصلح للغناءْ
قالت :
ستبقى هكذا
جرحا طرياً
قلت :
تكفيني يداك
لأستعيد رؤى الكلامْ
قالت :
وحيدا سوف تبقى
لا ترى شيئا سوى
أوراقك الملقاة
خلف الانتظارْ
قلت: استعنت بما لديك
على نديم الانكسارْ
قالت :
كفى
أنا لم يعد عندي
سوى هذا الجحيمْ
قلت :
استعنت بما لديك
من الرمادْ
قالت :
أرى فيما أرى
أن المدينة
سلَّمت كل المفاتيح العتيقة
وانطوتْ
وأراك ترفع راحتيك إلى الفراغْ
فارحل
بدون حقيبة
لا ذنب لي
إن ضاقت الأشياء فيك
أو استعان بك الشقاءُ على الشقاءْ
ما أنت إلا بعض أحزان
طواها الصمت عتما موحشا
فبكى عليك البرد
واستهدى إليك
الأشقياءْ