المهرجان - عامر الدبك

مهرجان لنصرة الجنوب ، تغطية شعرية
_________
عن شاعر حزين
يدور في شوارع المدينةْ
تنام في دمائه قصيدة حزينة ْ
روى لنا حقيقة الذي جرى
في المهرجانْ
قال كأن النار في لسانه
وقلبه مما جرى يحس بالهوان :
أرادت المدينة التي طوت طفولتي
أن تنصر الجنوب والمقاومةْ
وأن تُحيّ ذلك الشعب الذي
يموت في البيوت والدروب
من قصف مجرمين في الحروب
من قصف قادمين من عقيدة العدوان
أرادت المدينةْ
أن ترفع الآيات للصغارْ
أن ترفض الخنوع والدمارْ
أن تشحن النفوس
أن توقظ النهارْ
أرادت المدينة
أن تُحي مهرجانْ
وكان ياما كان
في الوقت والأوان
مدينة تقيم مهرجانْ
تشكلت لذلك اللجان
تحاوروا
تزاوروا
تشاورا
وقرروا
وعلق البيان
بسم الذي ( ولا أريد ذكره)
نستنكر العدوان
بسم الذي ...
نبارك المقاومة
بسم الذي ....
نقيم مهرجان
بسم الذي .....
تُقدم القصائد
في الوقت والزمان
بسم الذي ...
ستُعرض القصائد
على رجال الأمن والأمان
في الزاويةْ
من ذلك البيانْ
عبارة صغيرة معبرةْ
( والنصر للمقاومة )
ووقّع الجميع
وحُدّد التاريخ
فقلت لابأس إذن
لابد أن الوقت حانْ
لأطلق القصيدةَ
بكل عنفوانْ
لاخوف بعد الآنْ
وكان ياما كان
في الوقت والأوان
روى لنا بأنهم
دعوه كي يقابل اللجانْ
وصادروا أوراقه
قال لهم :
قصيدتي تدين ما يمارسُ الصهاينةْ
وتشجب الخيانة المبطنةْ
وتلعن الجميع في مجالس الأممْ
وتلعن الصمت الذي يلوغ في الذممْ
وتلعن القمم
وتلعن الذل الذي ينام في القصور
وتدعو للمقاومة
بنصرها القريب
قالوا له ـ كما روى ـ
لم تذكر السلطان في قصيدتكْ
أنت إذن لا تنتمي
معارضٌ
مدانُ في عقيدتكْ
قال لهم ـ كما روى ـ
لكنكم لم توضحوا
قد جاء في البيان
( يقام مهرجان
لنصرة المقاومة )
لم توضحوا بأنه لنصرة السلطان
فكل ظني أنه
لنصرة الدماء في لبنان ْ
فقهقه المسؤول
وقال يامهبول
هذا صحيحٌ
إنما السلطان مَنْ سينصر الجنوب
بخطبة متلفزةْ
ويرتدي لأجلها
كوفية مطرزة
وصورة كبيرة معلقة
لأرزة بلوحة مميزةْ
وبعدها يُسيّرُ الرجالَ
في الشوارع المجهزةْ
وبالعيون كلها معززةْ
وأنتم ستمدحون فعلة السلطانِ
بالقصائد الملائمة
لأنه ـ كما نرى ـ بدايةٌ وخاتمةْ
قال لهم ـ كما روى ـ
هل هذا مهرجانُ
أم مساومةْ
تتاجرون حتى بالمقاومةْ
***
وهكذا ياسادتي
أقصوه تحت تهمة معدة مناسبةْ
وجاء في التقريرْ
( ليس لديه رغبة في نصرة الجنوب
وينتمي لثلة مخربة )
وتعلمون كلكم ماذا جرى
وماذا بعدُ كانْ
أقيم مهرجانْ
وشاركت قصائد مجربةْ
تنابح الجميعْ
لنصرة السلطانْ
قصائد بذلها مخضبةْ
وكان ياما كان
في الوقت والأوان
مدينة سجينةْ
وشاعر حزينْ
ينام في الشوارع الحزينةْ