الغريب - عبد الرزاق الدرباس
يكاد الدمع يذهب بالحياء
و يودي بالعلا و الكبرياء
إذا داوى الطبيب جراح جسمي
فما لجراح روحي من دواء
أنا الولهان في شفتيه بوح
يسير مع الليالي للنماء
و غادرني مع الآهات سعدي
ولازمني– على ما بي- شقائي
على شفتي ..
نشيد الغربة الدامي .
وفي لغتي ..
تموت حروف صبر طال للآتي .
أضاحكها ..
بلقيا " الشمس و ضحاها " ..
فتأتيني على عجل ، بلا خجل ..
" قناطير مقنطرة من الذهب " الذي يحبو..
و يغريني بلمعته ..
و أغوى أي إغواء .
إلى وطني يسافر بي خيالي
و يرجع خاسئا قبل اللقاء
فأرسم صورة بظلال شوقي
ألونها بحناء التنائي
على أطيافها تقتات روحي
أعللها بآمال الرجاء
و ما في قادم الأيام لقيا
و لكن السراب خداع ماء
و كم أغفو و في عيني دموع!
وكم أصحو و دمعي من دمائي!
فأرمي في بحور الوعد أحلامي ..
مع الشبكة .
و أنتظر ، و أجذبها فلا أقوى..
و تجذبني إلى مستنقع الصياد و العفريت و القمقم .
لتروي لي حكايتها ..
و تمضي ليلة أخرى..
فتسبي ( شهرزاد ) الليل و الشكوى
لأسمع صوت ديك الشوق يوقظني على حلم ..
تضيق الكتب عن تفسير معناه .
له في مهجتي وطن..
يعذبني و أهواه .
كشوق الظامئ المحروم للماء. يتبع..
إلى التقويم تشخص كل فجر
عيون أرمدت بنجيع ناء
و أحسب ما انقضى فأصيح: واها
و أجهش للبقية بالبكاء
فأيامي نزيف ضاع مني
تناهبها الأمام مع الوراء
و من خلف الحدود يضيع صوتي
و أشعاري و زفرات الحداء
سأبذر في حقول الحرث ، قبل الغيث..
حباتي .
لعل الروح في الأحلام تنبتها ..
فيا وطني ..
صخورك لحم خاصرتي ..
و رملك سكر الأيام في طغيان علقمها ..
و اسمك حول جيد الشمس عقد الكهرمان ال مات صائغه .
و ذكراك التي تدمي خيول العودة البكر سترفع لي..
صواريها .
وترسل نحو صحرائي نوارسها التي صبغت ..
بياض الحلم بالأسود.
فجاشت في متاهات السؤال المستحيل سلافة الشكوى ..
لأبنائي .
فكم أهرقت حبرا من يراعي
و كم عاندت أطيار المساء
إذا ما لاح في أفقي غروب
تزلزل ثابتي و هوى بنائي
على أكفان آمالي سواد
و في تابوتها جفت دلائي
أنا الظمآن رغم مفيض نهري
ففي وطني نعيمي و ارتوائي