حتّى متى ؟ - عبد الرزاق الدرباس
عنّتْ على البال ِفي ليل ِالهوى الساحرْ
و الشوقُ هاجَ كموج ٍمُزبد ٍهادرْ
يا لهفَ نفسي !على قلبي و محنتِهِ
للمستحيل ِعلى شوك ِالغَضا سائرْ
يا حبّذا نسمةٌ كسْلى تمُرّ بها
حتى تنُمَّ لنا عن بيتها العامِرْ
ظننتُها جانبي ، كلّمتُها ، خجلتْ
فقلتُ : بُوحِي ، أما للصمت ِمن آخرْ؟
يا قرّةَ العين ِإنّ الصمتَ يؤلمُني
و لمْ أعُدْ في احتمال ِالوجد ِبالقادرْ
يا فسحةَ الروح ِكمْ أدمى غيابُكمُ
أصابعَ الحبر ِوالوجدان ِو الخاطرْ!
حتى متى أنت ِلغزٌ يا معذّبتي ؟
في حَلِّ عُقدتِه يتعقّدُ الساحرْ
تعطّفي، إنَّ بعضَ العطف ِمكرُمةٌ
و أرشِديني للُقيا طيفِك ِالآسِرْ
أقولُ للنفس ِدوماً حينَ تسألني :
ما اسمُها؟ لسْتُ أدري ، رمزُها ساترْ
و حينَ أكتبُ حرفي كمْ أقولُ لهُ:
يا ليتَ عنوانَها في صفحتي حاضِرْ!
أقولُ للحِبر ِ:مهلاً - حينَ أنزفُهُ -
أسوارُها قلعةٌ ، لا ترحمُ الناظرْ
عَقلي المُطيعُ إذا ما اشتدّ بي وَلَهٌ
والقلبُ للعقل ِفي شرع ِالهوى آمِرْ
حاصرتُها، قيّدتني، عُدْتُ منكسراً
دمي،دموعي،ضحايا الأمس ِوالحاضرْ
***
كلُّ الحكاية ِأني قدْ فتِنْتُ بكمْ
و لسْتُ في خلجات ِالحبِّ بالتاجرْ
أنا الذي يعشقُ المجهولَ في تعب
و هكذا قدَري ، يا حظِيَ العاثِرْ!
و أهجرُ الشِّعرَ لكني إذا لمعَتْ
بروقُ غيمتِها أغدو بها الشاعِرْ
أنا الذي حِرْتُ في نعمى طلاسِمِها
و هيَ التي مادرَتْ أني بها حائِرْ