عنتر والماسنجر - عبد الرزاق الدرباس
ألجمْ حصانكَ ، و ارم تلكَ المحبرة
و انسَ الحماسةَ و الهوى يا ( عنترة ْ)
دعْ عنكَ ( عبلة َ) و ابتسامةَ ثغرِها
و سوادَ عينيها و عطرَ المبخرة
فلكَم حلمْتَ بأن تنالَ وصالَها!
و هي التي في حبِّ غيركَ مُجبرة
لا تبك أطلالاً و لا تمرُرْ بها
قد خابَ من يبكي طلولا مقفِرة
لا تفتخرْ ، ولّى زمانُ مفاخر
فالفخرُ في زمن ِالحداثةِ ثرثرة
خانتْكَ (عبسٌ ) و ازدرتكَ رجالُها
لم تحظ من غاداتِها بالجوهرَة
كمْ ذقتَ يا مسكينُ حسراتِ الهوى
و الشوقُ في عينيكَ يا ما أ كثرَه !
لو عدْتَ حياً يا ( عُنيتِرُ ) بيننا
لقتلت نفسَك أو سكنْتَ المقبرة
الحبُّ قد أضناكَ ، و السيفُ الذي
خضْتَ الغمارَ بهِ ، تعالَ لتكسِرَه
***
هذا غرامُ اليوم ِدونَ مشقّةٍ
لا مَهْرَ لا خُطّابَ ، لا ، لا جرْجرَ ة
لو أنّ عاشقَنا أرادَ لقاءَ مَن
يهوى ب ( مسكونٍ ) دعاهُ و أخبرَه
العاشقُ الولهانُ ( إيميلٌ ) و ما
أدراكَ ما ( إيميلُها ) يا قسْورَة!
يكفيهِ إنْ يرم اللقاءَ ب (عبلةٍ )
يقذفِْ على عنوانها ( ما سنجرَ ه )
يكفيك بوح ( الشاتِ ) كي تأتي لها
أو ( ماسجٌ ) أشواقه مستعرة
بيضاءُ في (الفيس بوكِ) من أعطافِها
تتحوّل الصحرا غيوماً مُمطِرة
سمراءُ في( الهوت ميل ِ)كحْلُ عيونِها
يأتيكَ بالسهلِ الرخيص لتأسِرَه
شقراءُ في ( الياهو ) تميسُ بقدّها
لم يَبق شيءٌ عندها كي تخسَرَه
" لو كانَ يدري ما المحاورة ُاشتكى"
بالصوتِ حينا أو تكونُ مصوّرة
دردِشْ مع الأحبابِ ساعة تشتهي
و اسهرْ إذا ما الليلُ أسدلَ آخِرَه
قالتْ ليَ الحسناءُ حينَ سألتُها
دفْعَ الرقيبِ ، و كيفَ لي أنْ أحذرَه ؟
" يخبركَ مَن شهدَ الوقيعة َأنني"
حُمُرٌ إذا ما فوجِئتْ مُستنفِرة
" لما رأيتُ القومَ أقبلَ جمعُهم"
قرّرتُ أن أخفي الحبيبَ و أسترَه
***
الحبُّ صارَ مُحوسَباً و مُعلّباً
من يرتغبْ وصلاً يقلّّبْ دفترَه
ضاعَ الشبابُ و لم يعدْ في عصرِنا
نفسٌ لها أ ملٌ به مستبشرة
يا جيلَنا العصريَّ هلْ عودٌ إلى
قِيَم الأصالةِ و العلا و المفخرة
ما أمّة ٌمنها يضيعُ شبابُها
إلا تموتُ و تستحقُّ المغفَرة
***
يا ( عنترَ العبسيّ ) لا تعبأ بنا
نحنُ الطرائدُ و الأعادي قسورة
يا ( عنترَ العبسيّ ) ماتَ حصاننا
و الروحُ في الفرسان ِصارتْ غرغرة
يا ( عنترَ العبسيّ ) إن زمانَنا
الحبُّ فيهِ و الشجاعة ُمسخرة
شرحي يطولُ و لا أريدُ إطالة
و تقاسُ حرّياتُنا بالمسْطرة
فارجِعْ و متْ لا تكترثْ بمصيرِنا
و على الذي قدْ قيلَ أرجو المعذرَة
***