حقائب - عبد الرزاق الدرباس
احزموها فقـد تدانى الرحيـل
و مع الوجـد زفرة و عـويل
يتسـاوى عند ا شتياقي جفائي
فأنا راحـل و بعضي نزيـل
و أنا الضـدان فـيمـا أعاني
ذكرهـم قاتل، و شخصي قتيل
سـلة الكرم لا تطيـق فراقي
و ابنة النفط كم هواها ثقيـل !
و تهاوت سـنابل القمح حبلى
في سـرير قد هـده التقبيـل
كلمـا أرخت المقادير يومـا
شـاقه النأي و النوى والرحيل
أهدر العمر في سراب كذوب
و من المـاء خانه السـلسبيل
في ظلال الزيتون ضيع شطرا
فتـمادى بما تبـقى النخـيـل
طال فيه الترحال حتى تراءى
خلف جفن المدى مسـار طويل
حبس الدمع و هو بالدمع أحرى
أن تغني في وجنتيـه السـيول
أرتج النطـق فهو أخرس قوم
بعد أن حاذرته الكبار الفحـول
***
في المطارات ماء وجهي فراش
طائر ، هابط ، صحيح ،عليـل
ويـح أمـي تشـم ريح ثيابي
و يـداهـا لدمعـهـا منـديل
كم جثونا على المهـود انحناء
لـوداع الأولاد كـان النـزول
أطبـق النوم جفنهـم في ظلام
فيـه للهجـر ضربة و صليـل
أول النوم كان في دفء حضني
فأفاقـوا و قـد دهاهـم ذهـول
أين بابا؟! و لات حيـن جواب
غاب في الأفق ، و النجوم تزول
آه يا شوق !كم أثرت شـجوني!
فتهـاوى في ليلـك القـنديـل
***
هـو و النجـم توأمـان و لكـن
آثـر الأرض فهـو فيهـا نزيـل
صابر، عابر، رغـوب، غـريب
فاتـح، طامـح، خليـل، جليـل
فيه عـز و كـبريـاء الأمـاني
و انطـلاق و وثـبـة و صهـيل
طاف في الأرض ينسج الهم مجدا
و نضارا لا يعـتـريـه الـذبول
يحتسـي المر من كؤوس التنائي
فـالنـوى فـوق رأ سـه إكليـل
يا دموعـا على الحقـائب تعدو
فكـأن الحسـرات فيهـا خيـول
احزموهـا فالخيل تضبـح عدوا
و العـلا خلـف نقعـهـا مأمول
شـجر السـرو ينحني في وداعي
و العـصافـيـر ما لهـا ترتيـل
مزق الدهـر خيمتي بيـن هجر
و التـقـاء ، فما عسـاي أقـول
قدري هكـذا ، و عمري ارتحال
يا إلهي ! متى يكون القـفـول؟؟
*
عجمان 5/9/2008م