العابسة - عبد السلام العجيلي

مررتُ بالوردِ في البستان مكتئباً
قد أغمض الجفنَ فوق العطر والعبقِ

أخفى مفاتنه في كمّ برعمه
وكفَّن الحسن بين الغصن والورق

فقلت يا وردُ قد أشبهتَ في كرَبٍ
وجه الجميلة اذ باتت على نزق

قد كدَّر الغيظُ فواً من محاسنها
وأطفأ النورَ من لحظٍ لها ألِق

يا منيةَ النفس قد أسرفتِ في غضبٍ
ما للحسان وللاكدار والرهق

فيم العبوسُ وهذا النورُ مؤتلقٌ
في ناظريك وهذي فتنةُ العُنق

والصبحُ مُثّل في خديكِ بهجته
في شقرة الفجر أوفي حمرة الشفق

خلِّ العبوسَ لصبّ أنت فتنتهُ
يقضي الليالي حليف السهد والأرق

أنا المعذّب ظمآنٌ ، وما ظمأي
إلا إليكِ ، فهل أبقى على رمق ؟