الأمنيات - عبد السلام العجيلي

البدرُ نشوان بلألأئهِ
قد سحرَ الكونَ بأضوائهِ

أومأ إلى أنجمهِ خلسةً
فهاجها الوجدُ لإيمائه

تريقُ في دروبه نورَها
وتحرق الروحَ لارضائه

خفاقة الومضةِ من شدوها
توقّدَ الليل بأشجائه...

إني أحبُّ البدر في زهوهِ
أحبُّ أن تطالعيهِ معي

متئداً يسيرُ في فلكهِ
بين نجومٍ حوله أربع

مثل خفوقِ النجم من وجدهِ
خفوق هذا القلبِ في أضلعي

***

والنهرُ في حضنِ الربى نائمٌ
تدغدغُ النسمةُ أحلامَهُ

توهَّم الأنجم في حضنهِ
ثم صحا فمزقتْ أوهامه

هيمان بالنور وما ناله
إلا اشتياق زاد تهيامه

كأنما خريرهُ عبرةٌ
يبكي بها الماضي وأيامه...

إني أحبُّ النهرَ في حزنه
أحبُّ أن تصغي إليه معي

يرجع النوح ، فإن بللت
ردنيكِ أنداءٌ فلا تجزعي

هذا الذي خضَّل أكمامنا
بعضُ رذاذ النهر، لا أدمعي

***

لو تبصرينَ الدوحَ مُستسلماً
إلى عناقِ الموجِ في المنحنى

كأنما أشواقنا عندَهُ
لم يُبلها الوصل ولا أوهنا

وكلما تاقَ إلى غفوةٍ
أثارَه البدرُ بدفق السنا

صفصافةٌ تومي بأردانها
لمن ترى الإيماءَ إلا لنا ؟

إني أحبُّ الدوحَ في سهدهِ
أحبُّ أن تسامريه معي

في ليلةٍ عاذلنا نجمها
سكران من غيرته لا يعي

أهدابكِ الوطف على وجنتي
فيها ، وترجيعك في مسمعي

***

تطاول الليل فهاجَ الجوى
أما يحنُّ الفجر للمطلع ؟