عودة الشتاء - عبد السلام العجيلي

في مسمعي من وقع قطرِ العارضِ
ألوانُ ألحانٍ وسحرٍ غامضِ

***

أنَّ الكثيبُ لوبْلِهِ لمّا همى

فضغا يردّ الحزنَ لحناً أبكما

نغماً أجشَّ كأنما ماءُ السما

في صفعه للرمل أسواطُ العذابْ

جلدَتْ به ظهرَ الكثيبِ يدُ السحاب

في كل قاطرة دموعٌ أو دما

فوق الرمال الصفر منه ، وانتحابْ

***

وعلى هشيم الشوكِ دمعُ الدَّيمِ

وسواسُ حلْيٍ حول زندٍ مفعم

أو خطوُ طيفٍ في ثنايا حلم

خطَرَ الهوينا بين أجفانِ شجيِّ

في وطئهِ وهمانِ من ظمأٍ وريّ

يا نبتة الصحراءِ قرّي وانعمي

واخضوضري لفّاءَ للغيث الهميّ

***

وعلى لحون المزن تصطفق الاواذي

والنهر يضحك من دعابات الرذاذِ

ساءلْتُ ثرثار السواقي والهواذي:

أو كلمّا قطر الحيا رقص الغدير ؟

فأجابني زبدٌ بجنبيه نثيرُ :

تلك الهواجر فرّقت شملاً وهذي

بشرى اللقاء ، محبةٌ وسرور

***

فنصبت للغيث الهتون جبيني

والروح سكرى في خضمّ لحونِ

فإذا على درب الأسى بجفوني

قطرات، ما أدري أكنَّ دموعا

للسحب إذ كرَّ الشتاءُ رجوعا

أم كنّ طلاً من سحاب شجوني

ذُكّرتُ فيها صحبة وربوها..

***

وطغى على ألحان ذاك العارض
وترٌ عرفتُ حنينه ، هو نابضي