لقاء - عبد السلام العجيلي

جاءَني في الضحى النديّ الرطيبِ
يفغمُ الوردَ منْ شذاهُ بطيبِ

لم أرَ الشمسَ قبلَ يوم التقينا
نسجتْ مثلَ ذا الصباح العجيب

وأنا عاشق الليالي أراني
باطلاً همتُ بالظلام الكئيب

خضَّبَ النور ثغرهُ وخطاهُ
بثَتِ الزهرَ يانعاً في الدروب

آهِ منْ خطوك الرفيق صباحاً
تحمل الريَّ للوحيد الغريب

ما رأينا العيون في القفر تسعى
طيّعاتٍ إلى المحلِّ الجديب

يا حبيبي، وحسرتي في ضلوعي
أنتَ أججتَ نارها يا حبيبي..

***

حُلماً كانَ أن أراكَ بقربي
بسمةً نبَّهتْ ربيعَ سهوبي

الدُّنى حولنا نشيدٌ وعطرٌ
وطيوفٌ مخضلَّةٌ بطيوب

أصبحتْ مثلنا النجومُ هيامى
عاشقاتِ بأكبدٍ وقلوبِ

والفراشاتُ مثلنا خائفاتٍ
في هواهنَّ من عيونِ الرقيب

أنت يا مشبه الفراشِة زهوراً
ما ترى نارَ وجديَ المشبوب

غضَّ منْ طرفكَ القتولِ فصدري
ضاقَ بالشوقِ والمنى والوجيب

أعينُ الزهرِ ، إذْ ترانا ، حيارى
كيف نحْيا على الجوى واللهيب!

***

لا تقلْ لي الوداع هذي الليالي
أترعتْ من أسى بعادِك كوبي

كلما لاحَ لي لقاؤكَ نجماً
حثَّتِ البينُ خطوهُ لغروب

والذي شاءَ أن تحبَّكَ روحي
شاءَ أن يجعلَ الفراقَ نصيبي

فاسأل الصبح بعدَ نأيي ستلقى
لوعتي في شعاعهِ المسكوب

وأدِرْ لحظكَ النفور يسيراً
إنني من خطاك جدّ قريب:

قطرةٌ من ندى الصباح ، وحيناً
بحةُ الحزنِ في النشيد الطروب

وإذا دمعةُ عصتْكَ فسالتْ
فأنا خلفَ شجوها يا حبيبي