أشواق - عبد السلام العجيلي

سرت نسمةٌ من جانبِ الغرب هيّجتْ
لواعجَ شوقٍ كامنِ وحنينِ

ذكرتُ بها بردَ النسيم بجلق
وامساءَ صبواتٍ بها وفتون

وذكرني البدر المنيرُ على الدُّنى
دجى الليل بدراً في ظلام شجوني

أرى كلَّ ألوان الجمال تقودني
إليكِ وإن باعدت داركِ دوني

كأنَّ المدى وهمٌ تناثر بيننا
وكرَّ الليالي كاذباتْ ظنونِ

لأوشك أن أغمضتُ عينيَ حالماً
أضمّ خيالاً منكِ بينَ جفوني

أحنّ إلى الليل الذي حين ضمَّنا
أضاءت به منا حوالكُ جون

سكتنا به عن لاعجِ الوجدِ والجوى
وعن جائش الأشواقِ غير أنين

أيا حبَّذا ريَّاك يا حلوةَ الشذا
عبير ورودٍ في صباح فتون

تجيءُ به الأنسامُ سكرى نديةً
على بعد أرضٍ بيننا وحزون

إذا صافحت وجهي العشاء عرفتها
وأي رسول عن شذاك أمين

نسيمٌ يصوغُ الحبَّ في القلب، والندى
على الزهر ، والسلوى لكل حزين