في ليلة غائمة - عبد السلام العجيلي

أيا نجمة في صفحة الأفق وحدها
تبثُّ أساها للغيوم ووجدها

سهرت على وعدٍ سرابٍ من المنى
فهل تسهرين الليلَ ترجين وعدها

أريقي السنايا أخت عل شعاعة
تطوف بمثواها فتمسح خدّها

ونشكو لها طول الليالي وهمنا
ووحشتنا في ظلمة الليل بعدها

إذا بسمت يا أخت بددتِ الدجى
فلا همَّ يعروها ولا غمَ عندها

على شفتيها ذوّب الفجر نوره
كما ذبحت تلك الخميلة وردها

واغفى على أهدابها الشوق حالماً
ورف فأذكى في الجوانح وقدها

فلا تعجبي لليل إنْ طال لبْثُهُ
فليلك يهواها وقد بات عبدها

يذيب بأثناء الذؤابات لونه
وأحلامه الولهى تعانق قدها

ولا ترقبي منه حناناً فإنه
ليسمع نجوانا ويلمح صدها

ولا تختفي ، لم تبق لي غير ومضة
من النور أخشى ان تواريت فقدها

أيا نجمة في صفحة الأفق وحدها
تبثُّ أساها للغيوم ووجدها