التوبة - عبد السلام العجيلي

أنا نائبٌ . لو أنّ جَفني يُعينني
بكيتُ واذريتُ الدموعَ على نفسي

أُحسُّ بهذا القلبِ ما بينَ أضلعي
يثورُ على بؤسي ويهدا على يأسي

وكلُّ ذنوبي الماضياتِ غسلتُها
بما لاحَ في عينيكِ في نظرةِ الأمس

عشية روحي في الزحام وحيدةٌ
وطرفك مخضلُّ اللحاظ من الأنسِ

تحبينني يا حلمَ عمريَ ؟ أم ترى
وهمتُ فأنكرتُ الشعاع على الشمس؟

لأنتِ نثرتِ الحُبَّ ، كل معذَّبٍ
رأى من هواك النور في حلكة البؤس

فيا ليتني في عمر بنتكِ لم يسرْ
إلى ثغركِ الريّان وهمي ولا حسي

ولكنْ كحبِّ الطلِّ والزهر حبُّنا
وحبّ الندى والعشب ، والثغر والكأس

بعيشكِ غضّي من جفونك انني
أخاف على قلبي المبرّإ من رجسي

حديث زمانٍ بالغواية كلَّما
ذكرتُ خطاياها عضضتُ على خمسي

وبينَ يديك الأثمُ ماتَ باثمه
وأصبحتُ في طهر الصباحِ ، فهل أمسي؟