أحزان الخميلة العطشى - عبد السلام العجيلي

أحزان خميلة من الصفصاف ظمأى إلى الماء وماء الفرات منها على قيد باع، وإلى النور ونور البدر يملأ البقاع.
_________
مدّتْ إلى ساري الشعاع عشيةً أغصانَها
قدْ ذوَّبَ القمرُ السعيدُ بنورهِ ألوانها
في ليلةٍ تاهَ الظلامُ بها بنورٍ صافِ
حتى ظلال خميلة الصفصافِ
ملَّتْ سوادَ الظلِّ واطمئنانها
فمضتْ تبثُّ نجومَها أشجانها
ترنو إليها من كوى الأفواف
***
والنهرُ من تحت النجومِ الزهر ملقىً كالشعاعِ
غافٍ على كتفِ الرمالِ البيض مبسوطَ الذراع
زحفتْ إليه تحت أعطاف الكثيب جذورُها
ظمأى إلى الماء النمير ثغورُها
بين السنا والماءِ باتت في التياعِ
نامَ الفراتُ عنِ الخميلةِ غير واع
والبدرُ يحلمُ ، والنجومُ ونورُها :
***
يا لوعةً باتت مسيلَ النسغِ تسري في عروقي
أظمأ ومن جنبيّ سالَ النهر مبذول الرحيق
الصخرُ في قننِ الجبالِ الجردِ ينعمُ بالضياءِ
والشوكُ في الواحات في ظلٍ وماءِ
إلا جذوري ما استطاعتْ بلَّ ريقي
رمل الكثيب إذا تنكَّب عن طريقي
تنثال من قلبي رمالٌ ، من دمائي
***
أنَّتْ ظلالي الغبر تشكو من معاناة الترابِ
تهفو لتغسلَ في خرير الماءِ مسودَّ الاهاب
يا ليتني الزبدُ المبعثرُ فوقَ أمواهِ الفراتِ
عند اعتناقِ الضوءِ والموج حياتي
أسقي ظماءَ الدوح من روحي المذابِ
أو .. ليتني الرملُ المفرَّق في السراب
أجترُّ وهم الماء في مجرى لهاتي !