عن يمين الحيّ من إضم - عبد الغني النابلسي

عن يمين الحيّ من إضم
سرب غزلان تبيح دمي

يا لقومي من لواحظهم
أسرت في الحب كلّ كمي

والوجوه الغرّ طالعة
أوجدوا وجدي من العدم

واستباحوا يوم جفوتهم
مهجتي شوقا لوصلهم

واستهانوا بي وقد قهروا
ثم صالوا صول منتقم

ليت لو جادوا ولو سمحوا
لي ولو بالطيف في الحلم

أيها العذال في شغفي
لومكم من أخبث الكلم

لو شهدتم ما أشاهده
من حبيبي ذقتمو ألمي

لكن الألباب زائغة
لا تعي والطرف عنه عمي

قرّبوا منامسا معكم
علكم أن تسمعوا حكمي

واعلموا أني نصحت لكم
لو عقلتم ما يقول فمي

غير أني في نصيحتكم
ناثر درّا على غنم

كيف تصغي العاذلون لنا
وهم الأعدا من القدم

كل مغرور بغير هدى
ربه ناش من الوهم

عابد من فكره صنما
هائم بالجهل في الصنم

محض تشبيه عقيدته
في سوى التجسيم لم يهم

جاهل بالطبع لذته
لذة الثيران والنعم

وعلى تشبيهه حذر
خائف منا عليه ظمي

إن نقل تنزيه خالقنا
قال هذا زلة القدم

وإذا بالفتح فهت له
حلّ مني ساحة التهم

يا بني قومي ومن ألفوا
نصرتي في كل مزدحم

ذاكروني في مواجدكم
علّ أن يشفى بكم سقمي

واسألوا برق الحمى كرما
عن لويلات بذي سلم

هل له في عود هنّ لنا
إذ له التصريف في الحرم

ليت أهل المنحنى عطفوا
لي وراعوا حرمة الذمم

أغمضوا عنا لواحظكم
قد مزجتم دمعتي بدمي

واعلموا أني شغفت بكم
وأنا من جملة الخدم

هائم صب كثير جوى
في الهوى لحم على وضم

كل أحوالي بكم ظهرت
وغرامي غير منكتم