تستر السرّ بافشائه - عبد الغني النابلسي

تستر السرّ بافشائه
كالموج منسوب إلى مائه

ليس كلام القوم رمزا ولا
إشارة منهم بايمائه

وهو صريح عندهم ظاهر
من ألف الحظ إلى يائه

طبق اصطلاحات لهم كل من
يعرفها فاز بأنبائه

كالنحو والصرف اصطلاح لهم
يدري به حذاق ابنائه

فخالطوا القوم ولا تنكروا
تدروا دواء الشخص من دائه

وعاشروهم تعرفوهم ولا
تبغوا يفز ميت باحيائه

فإن أهل الله نور ولن
يرى امرؤ نورا بظلمائه

وسلموا الأمر إلى أهله
من يبتلي يدري ببلوائه

وهم أناس شغلهم ربهم
عقولهم سكرى بصهبائه

من يعرف الله فذاك الذي
يعرفهم قاموا بأسمائه

ومن يعاشر عاشقا يدره
في كتمه السرّ وابدائه

لا يعرف الأشواق إلا الذي
كابدها في ضمن احشائه

وكل قوم عندهم ذو هدى
وذو ضلال حكم إجرائه

زين لهم هذا وشين لهم
هذا فخذ كلا بأجزائه